تجاذبات بشأن إزالة مقبرة «باب النصر» في القاهرة
تجدد الجدل حول إزالة مقبرة في منطقة جديدة بالقاهرة التاريخية، وهي مقبرة «باب النصر» بعد صدور قرار من محافظ القاهرة، وقيام موظفين بإبلاغ «تربيين» (حفاري قبور) بوقف الدفن فيها، فيما صرّح أثريون وأكاديميون مهتمون بالتاريخ لوسائل الإعلام بأن «المقابر تاريخية وقديمة»، ومن المرجح أنها «تضم رفات شخصيات تاريخية»، بحسب ما نشرت صحف ومواقع مصرية.
وكان محافظ القاهرة قد أصدر أخيراً القرار 1117 لسنة 2024 بإيقاف الدفن في مقبرة النصر، كما أعلن نائب المحافظ اللواء إبراهيم عبدالهادي إقامة «جراج» متعدد الطوابق لخدمة زوّار القاهرة التاريخية وإجلاء 1171 مقبرة و49 مدفناً فيها، لكن «حملة الدفاع عن الحضارة المصرية» برئاسة الدكتور عبدالرحمن ريحان أبدت تحفظها على القرار، بحسب جريدة «الأهرام المسائي» الحكومية المصرية.
وكان الجدل حول إزالة المقابر، قد توقف بعد صدور قرار، أعلنه رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي بإنشاء «مقبرة الخالدين» لرفات عظماء مصر، على غرار مقبرة « باير لاشيز» في العاصمة الفرنسية باريس، والتي تضم رفات أعلام الحياة السياسية والفكرية والفنية هناك، وتم تشكيل لجنة من المختصين لمتابعتها، لنقل رفات كل الشخصيات المصرية التاريخية إليها، بعد أن ثار جدل بشأن إزالة جبانات (مقابر) قي مناطق تاريخية بوقت سابق، بحسب ما نشرته «الأهرام» في 24 يوليو 2023.
وقال ريحان للصحيفة إن «مقابر باب النصر جزء من مبانٍ وحقبة مصر الفاطمية، رغم أنها غير مسجلة كآثار أو مبانٍ تاريخية، والمسؤولية في ذلك تقع على الجهات المعنية بالتسجيل، لكن هذا لا يقلل من قيمتها التاريخية».
وقال المؤرخ المصري المهتم بالتراث ومقابر القاهرة الدكتور مصطفى الصادق، على صفحته على «فيس بوك» إن «المصادر التاريخية تؤكد أن مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون دفن في مصر، لكن مكان قبره مجهول، وعلى الرغم من أن الثابت أن قبره في منطقة (مقابر الصوفية)، فإن بعض الباحثين يعتقدون أنه دفن في قبر غير معلوم خارج باب النصر».
ونوهت صاحبة مدونة «البيصار» لتوثيق التراث سالي سليمان، بأن «مقابر باب النصر هي التاريخية والرئيسة للقاهرة منذ القرن العاشر، سواء للقاهريين أو أبناء المحافظات أو (الشوام)، وأنها طبقات فوق طبقات واكتشافاتها لا تنتهي».
في المقابل، قال أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر الدكتور أحمد سلامة، إنها «لا تحتوي على مقابر أثرية أو تراثية، وإنما مقابر حديثة أنشئت على أنقاض مقابر أخرى».
وتعتبر منطقة «باب النصر» واحدة من أهم المناطق التاريخية في القاهرة، وكانت مقابرها في الأصل «مصلى عيد» وتطوّرت ليتم الدفن فيها، وعرفت لاحقاً باسم «تربة الصوفية» ودفن فيها جعفر الادفوي صاحب كتاب «الطالع السعيد الجامع لنجباء الصعيد»، و«المقريزي» و«ابن خلدون»، وعالم المصريات مكتشف معبد أبوسمبل يوهان يوركهارد، بحسب كتب وروايات تاريخية.