مشروعات الإسكان الجديدة تستنزف مواردها

مدينة «كايل» في تكساس تزدهر رغم الحرارة الشديدة وشح المياه

صورة

تدفق الناس والشركات إلى مدينة كايل بولاية تكساس، منذ الوباء، جعلها ثاني أسرع مدينة نمواً في الولايات المتحدة. ويخلق التدفق الثروة، لكنه يسهم أيضاً في مشكلة كبيرة، إذ إن كايل تزداد حرارة مع ندرة شديدة في المياه.

وتظهر مشروعات الإسكان كيف تحولت هذه الأرض من التلال والمروج بين أوستن وسان أنطونيو بين عشية وضحاها. وافتتحت شركة «أمازون»، أخيراً، مركز فرز مساحته تزيد على 300 ألف قدم مربعة في المدينة، فيما شيّدت شركة «تسلا» مصنعاً ضخماً في مكان قريب.

لكن تغيّر المناخ يمكن أن يجعل الحياة هنا وحشية. وتحت الأرض، يتقلص الحوض الجوفي الذي اعتمدت عليه كايل. واضطرت المدينة منذ ثلاث سنوات إلى شراء حقوق المياه من سان ماركوس القريبة، لتلبية حاجة سكانها المتزايدين. ووصلت درجات الحرارة إلى نحو 37.7 درجة مئوية، قبل أن يبدأ الصيف الحالي، بينما تستمر ظروف الجفاف. ويستعين السكان بالمراوح، ويقتصر وقت خروجهم على الصباح الباكر والليل، ويحتفظون بأطفالهم في الداخل.

لقد شهدت المدن في الجنوب والجنوب الغربي، في ولايات مثل أريزونا وفلوريدا وتكساس، نمواً هائلاً، خصوصاً منذ انتشار الوباء. ويصل الوافدون الجدد بحثاً عن ضرائب منخفضة، ومساحة واسعة. وتجتذب الزيادة السكانية أرباب عمل جدداً والتجار، ما يرفع قيم الممتلكات، ويعزز الدخل الضريبي.

لكن العديد من هذه المدن المزدهرة، بما في ذلك كايل، حارة وجافة، وتزداد سوءاً. وتواجه تحديات فريدة ومكلفة، مثل الحصول على ما يكفي من المياه، وكيفية عزل ملعب كرة القدم الجديد عن الحرارة.

كلما ازداد عدد الأشخاص الذين ينتقلون إلى كايل، فإن الضغط على الموارد المتضائلة يزداد، كما يزداد عدد الأشخاص الذين يتعرضون للطقس القاسي الذي يمكن أن يتحول إلى قاتل. لقد أصبح الماء أكثر ندرة لعقود هنا، لكن النقص يزداد سوءاً. وتجف الجداول وبرك المياه، وتتضرر بسبب الجفاف المطول والتبخر السريع الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة.

ومن المرجح أن تشهد مقاطعة هايز، حيث تقع مدينة كايل، جفافاً شديداً على الأقل ثلاثة أشهر كل عام بحلول عام 2040، وفقاً لمزود البيانات «أي سي إي ساستينبل فايننس». وفي الصيف الماضي، قامت كايل والبلديات الأخرى بتقييد استخدام الرشاشات وخراطيم سقي الحدائق إلى مرة واحدة كل أسبوعين، وهي مشكلة لأن العديد من أصحاب المنازل في تكساس يجب أن يرطبوا التربة تحت منازلهم، لتجنب الترسيب والشقوق. وحظرت المدينة غسيل السيارات في المنزل واستخدام المياه المحلية لمشروعات البناء.

ستيفاني ماكدونالد، التي اشترت منزلها في كايل عام 2015، قلقة بشأن أساسه، لأن التربة الموجودة تحته يمكن أن تجف ما يعرّضها للنزول في الأرض إذا لم يتم ريها. وفي اجتماعات مجلس المدينة هذا الربيع، أخبرت ماكدونالد، (62 عاماً)، المسؤولين أنه لا يوجد ما يكفي من المياه لمشروعات الإسكان الجديدة التي وافقوا عليها.

واحتاجت المنازل والشركات في كايل إلى 4382 غالوناً إضافياً من المياه في الدقيقة، في أوقات الذروة مقارنة باستهلاك العام الماضي، أكثر مما تستطيع المدينة توفيره، بارتفاع 571 غالوناً من عام 2021، وفقاً لتقرير هندسي بتكليف من المدينة. وكانت محاولة سد فجوة المياه مكلفة للمدينة وسكانها.

وارتفعت فاتورة المياه للأسر بنسبة 6.8% سنوياً، في المتوسط، منذ عام 2012 إلى عام 2022، وفقاً لتقارير ميزانية المدينة. وهذا ما يقرب من ضعف المتوسط البالغ نحو 3.5% في جنوب الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها، وفقاً لجمعية أعمال المياه الأميركية، وهي مؤسسة بحثية.

وقال عمدة كايل، ترافيس ميتشل، إن المدينة ستتكيف، وأوضح أن القيود المفروضة على ري العشب ساعدت بالفعل، ومن المفترض أن يبدأ خط أنابيب جديد في توريد المياه إلى كايل خلال العام المقبل. عن «وول ستريت جورنال»

• تتضرر الجداول وبرك المياه بسبب الجفاف المطول والتبخر السريع الناجم عن الحرارة.

 


مزيج خطر

يكلف التعامل مع الحرارة أموالاً كثيرة، بدءاً من الفواتير الطبية وأيام العمل الضائعة إلى زيادة إصلاحات الطرق وبعض النفقات غير العادية. واستأجرت مدينة بودا، الواقعة شمال كايل مباشرة، مكيفاً خارجياً خلال فعالية الرابع من يوليو. ويجمع الطقس في مقاطعة هايز بين مزيج خطر من الحرارة المرتفعة والرطوبة، ما يجعل من الصعب على الجسم تبريد نفسه. ووصل مؤشر الحرارة، الذي يمثّل الحرارة والرطوبة، إلى مستوى قياسي، بلغ 118 درجة بمنطقة أوستن في يونيو 2023، و115 في يونيو الماضي.

وفي مايو، استجابت خدمات الطوارئ الطبية في أوستن لـ125 مكالمة متعلقة بالحرارة، أي أكثر من ضعف العدد قبل عام. ووصل عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة في الولاية إلى رقم قياسي، بلغ 341 حالة العام الماضي.

تويتر