في محاولة لإخراج البلاد من المأزق السياسي

رئيس الوزراء الفرنسي الجديد أمام تحدي تشكيل الحكومة

رئيس الوزراء الجديد أمام معضلة كبيرة. رويترز

يعكف رئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميشال بارنييه، على تشكيل حكومة جامعة، في محاولة لإخراج البلاد من المأزق السياسي الغارقة فيه منذ الانتخابات التشريعية التي جرت قبل شهرين. وكلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بارنييه تشكيل «حكومة جامعة تكون في خدمة البلاد». ويدرك المفوض الأوروبي السابق، (73 عاماً)، أن عليه إيجاد التوازنات الضرورية كي لا يسقط عند أول مذكرة حجب ثقة في الجمعية الوطنية المشرذمة.

وتفيد أوساط الوزير السابق بأنه أجرى الكثير من الاتصالات الهاتفية قبل توليه مهامه، شملت خصوصاً مسؤولين في اليمين ورئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي، ورئيسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ. وأكدت أوساطه أنه تم الاتصال أيضاً «ببعض الشخصيات اليسارية»، وستحصل اتصالات أخرى تشمل أيضاً حركة فرنسا الأبية اليسارية الراديكالية «لأنه يريد أن يجمع وأن يحترم الجميع».

ومد رئيس الوزراء الجديد اليد منذ تصريحاته الأولى بقوله «يجب الإصغاء كثيراً»، و«احترام كل القوى السياسية» الممثلة في البرلمان، لأن «الفئوية علامة ضعف». وأضاف «ينبغي قدر المستطاع رفع التحديات والاستجابة للغضب والمعاناة والشعور بالإهمال والظلم»، ذاكراً من بين أولوياته التعليم المدرسي والأمن والهجرة والعمل والقدرة الشرائية. ووعد كذلك «بقول الحقيقة» حول «الدين المالي والبيئي» لفرنسا.

وبعد حالة ترقب استمرت 60 يوماً، إثر الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في يوليو وأسفرت عن جمعية وطنية مشرذمة، أصبح بارنييه أكبر رئيس حكومة في تاريخ فرنسا الحديث. وتنقسم اليوم الجمعية الوطنية بين ثلاث كتل: تحالف الجبهة الشعبية الجديدة، الذي يجمع الأحزاب اليسارية، ويشغل أكثر من 190 مقعداً، يليه معسكر الرئاسة الذي فاز بـ160 مقعداً، والتجمّع الوطني اليميني المتطرّف الذي حصل على 140 مقعداً.

ولم تحصل أيّ كتلة تالياً على الغالبية المطلقة التي تبلغ 289 مقعداً في المجلس الذي يتألّف من 577 مقعداً. وكان ماكرون دعا إلى هذه الانتخابات إثر الهزيمة الكبيرة التي منيت بها غالبيته في الانتخابات الأوروبية التي تصدرها اليمين المتطرف في فرنسا. ويتمتع بارنييه بخبرة واسعة في فرنسا والاتحاد الأوروبي، ويعرف عنه أنه وسيط مخضرم، إذ كان كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي خلال مرحلة مغادرة المملكة المتحدة للتكتل القاري. وقبل ذلك تولى مناصب وزارية عدة اعتباراً من عام 1993، خصوصاً في عهدي الرئيسين جاك شيراك ونيكولا ساركوزي.

وينبغي على رئيس الوزراء الجديد أن يظهر كل خصاله الدبلوماسية ليتمكن من تشكيل حكومة قادرة على الإفلات من مذكرات حجب الثقة في البرلمان، وإنهاء أخطر أزمة سياسية في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة. وأعلن التجمع الوطني اليميني المتطرف من الآن أنه «لن يشارك» في حكومة بارنييه و«وضع شروطاً» في وقت يشكل فيه نوابه الـ126 بيضة القبان في حال التصويت على حجب الثقة.

وكان لليسار الذي يعتبر القوة الكبرى في الجمعية الوطنية الموقف نفسه.

• ينبغي على رئيس الوزراء الجديد أن يظهر كل خصاله الدبلوماسية، ليتمكن من تشكيل حكومة قادرة على الإفلات من مذكرات حجب الثقة في البرلمان، وإنهاء أخطر أزمة سياسية في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة.

تويتر