مراهقون خلال مغادرة مركز الرعاية في أوكرانيا باتجاه إسبانيا. من المصدر (إل باييس)

مقاطعة إسبانية تطلق «بارقة أمل» لمصلحة أطفال أوكرانيا

«بارقة أمل» هي مبادرة رائدة في إسبانيا، تشبه برنامجاً سابقاً للأطفال يُسمى «عطلات في سلام»، وهو الآن في البدايات. ولا يبقى الأطفال الأوكرانيون المشاركون مع عائلات مضيفة، بل يشكلون مجموعات صغيرة يرافقهم بالغون من بلدهم الأصلي ومتطوعون من مقاطعة جيان. ويتم دفع كلفة إقامتهم من خلال حملة تمويل جماعي، وإسهامات من جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى فرنسا وألمانيا وإيطاليا.

وإضافة إلى توفير مساكن، كان على مجلس مدينة أورسيرا، في مقاطعة جيان، التوقيع على خطاب يقر بإدراكه أن رحلة الأطفال ليست لأغراض التبني أو الرعاية الدائمة. وكان عليهم إثبات التزامهم بإعادة الأطفال إلى موطنهم الأصلي، إلى جانب إظهار دليل على التأمين المناسب لرسوم الرعاية القانونية والصحية للأطفال إذا لزم الأمر.

ويقول أونطونيو فونيس، الذي صمم البرنامج لمصلحة الأطفال الأوكرانيين: «لا أجد الكلمات المناسبة لأشكر القلوب الطيبة التي فعلت المستحيل لتحقيق هذا الحلم، إنه حلم الأطفال الذين يبتسمون مرة أخرى، ويعيشون أوقاتاً كما كانوا قبل الحرب». ويفكر منظم البرنامج بالفعل في تحدي التضامن التالي، والمتمثل في إيجاد الأموال اللازمة لشراء شاحنة صغيرة لدار أيتام «دولبيش» في أوكرانيا.

وفقد العديد من الأطفال الأوكرانيين أسرهم في الحرب. ويوضح فونيس: «إنهم أطفال يعانون ضغوطاً عاطفية ونفسية قوية، بسبب العيش وسط القصف والدمار، لكنهم الآن سيكونون قادرين على ترك هواتفهم المحمولة، وإيقاف الإشعارات اليومية حول الصراع المسلح لفترة ولو كانت قصيرة». ويقضي فونيس أيام إجازته في مرافقة الأطفال أثناء إقامتهم في جنوب إسبانيا.

ولكن لم يكن من السهل الوفاء بالمتطلبات الصارمة المتعلقة بإبعاد الأطفال من مناطق الصراع. وكان على سيرجيو رودريغيز، وهو عضو في مجلس أورسيرا، إلى جانب عضوين آخرين، هما: رامون ألبا وأليكس جونزاليس، أن يعملوا بجد لإكمال ملف يتكون من أكثر من 700 صفحة، ثم إرساله إلى كل من الحكومات الإقليمية والفيدرالية من أجل الحصول على الأذونات المناسبة. ويقول رودريغيز: «لقد كانت عملية معقدة للغاية، ومن المهم أن نلاحظ أن التنظيم الخاص بمغادرة الأطفال لأوكرانيا ينطوي على سلسلة من العمليات الرسمية الصارمة التي تشمل المسؤولية المدنية والحوادث والوفاة والتأمين على العودة إلى الوطن». عن «إل باييس»

الأكثر مشاركة