العبودية وصمة في تاريخ الولايات المتحدة. أرشيفية

متحف الحرب الأهلية «المثير للجدل» في تكساس يغلق أبوابه نهائياً

من المقرر أن يغلق متحف الحرب الأهلية في ولاية تكساس، الذي واجه انتقادات، أبوابه في نهاية أكتوبر، وفقاً لإعلان أصدره المتحف عبر الإنترنت. وأعلن مدير مبيعات المتحف، دينيس بارتريتش، الإغلاق على «فيس بوك»، في نهاية أغسطس. واتخذت الأسرة التي افتتحت المتحف وتتولى إدارته القرار، وتم بيع المبنى الذي يقع فيه المتحف بالفعل.

وافتتح الزوجان راي وجودي ريتشي المتحف في عام 2006. ووفقاً لموقع المتحف على الإنترنت، قامت جودي بتنظيم مجموعة فساتين المتحف، بينما يعمل راي مصمماً للأزياء العسكرية ولمجموعة متحف تكساس الكونفيدرالي.

بمجرد إغلاق المتحف، سيتم إرسال جميع العناصر المعروضة إلى شركة «هورس سولدجر»، ومقرها جيتيسبيرغ، للبيع. كما أعلن المتحف أنه ستتم إعادة العناصر التي تم جلبها من المنظمة الكونفيدرالية المتحدة.

وهذا ليس أول إعلان إغلاق للمتحف، إذ في الواقع، أعلن المتحف لأول مرة عن إغلاقه في يونيو 2023، مشيراً إلى تقاعد المالك كسبب. وكان من المقرر إغلاق المتحف في 30 ديسمبر 2023. وبعد أشهر في أكتوبر، ومرة أخرى على «فيس بوك» في نوفمبر، أعلن مدير مبيعات المتحف أن مجلس المدينة قرر إبقاء المتحف مفتوحاً.

وقال بارتريتش: «الآن سيتم إجراء بعض التغييرات. وسترتفع رسوم الدخول قليلاً، وسننظر في بيع بعض العناصر الأكثر كُلفة».

وكانت التذاكر في البداية سبعة دولارات للبالغين، وأربعة دولارات للأطفال، بحسب ما ذكرت صحيفة «فورت وورث ستار تلغرام». وبعد إعلان المتحف، ارتفعت أسعار التذاكر إلى 12 دولاراً للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 13 عاماً أو أكثر، وثمانية دولارات للعسكريين العاملين أو المتقاعدين، وستة دولارات للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 و12 عاماً.

وقال كاتب العمود في «فورت وورث ستار تلغرام»، باد كينيدي، في أبريل من العام الماضي، إن المتحف يُسوّق نفسه بكونه يُعدُّ «معرضاً غير سياسي عن التمرد الفاشل في الجنوب»، لكنه بدلاً من ذلك تحول إلى «منصة للرجل الأبيض، تتجاهل التاريخ الأسود والرعب الذي تسببت فيه العبودية».

وفي السياق ذاته، زار الكاتب كريستوفر بلاي المتحف في أكتوبر 2019، وكتب مقالاً عنه. وفي مقاله، أشار إلى أن موقع المتحف على الإنترنت يقول: «ربما لم يكن لدى الرجال والنساء ما يتركونه لنا ولأولئك الذين يأتون بعدنا باستثناء تذكير بتراث غني جداً بالشرف والمجد. إن أفكار الحرية والتحرر هي دروس أساسية يجب تدريسها وتعلمها وتحديدها لكل جيل. لدينا الفرصة لإحداث فرق». وتابع الموقع: «إننا مسؤولون ليس فقط عن تعليم أطفالنا، ولكن أيضاً عن تذكر تضحيات أولئك الذين سبقونا. ندعوك إلى الشراكة معنا، لضمان (الرواية الدائمة) لهذه القصة الأميركية الفريدة».

ورداً على ذلك، يسأل بلاي «تراث من؟»، كتب في منشوره في العام التالي: «أي شرف وأي مجد؟ هناك إشارات ضئيلة إلى العبودية في متحف تكساس للحرب الأهلية». وتابع: «بقدر ما أستطيع أن أرى، لم يكن هناك عرض واحد أو قطعة أثرية أو إشارة إلى الأشخاص الذين تم جلبهم من إفريقيا، أو أي رواية عن رعب العبودية».

لم يستجب المتحف على الفور لطلبات التعليق. ومع ذلك، خلال إعلانه عن الإغلاق الأخير، قال بارتريتش، مدير المبيعات: «إن المالكين يريدون من الجمهور الاحتفاء بمقتنيات المتحف»، واصفاً إياها بأنها «عرض للتاريخ الأميركي».

وفي المقابل، وبمجرد أن أعلن المتحف إغلاق أبوابه، في أواخر أغسطس، لجأ أفراد المجتمع إلى التعليقات، للتعبير عن خيبة أملهم.

وكتب أحدهم على «فيس بوك» قائلاً: «مُدمر تماماً، ليس فقط لأن المتحف يغلق أبوابه، ولكن لأن مجموعة المقتنيات بأكملها ستُباع»، متابعاً: «لذا لم يعد بإمكان الجمهور التعلم والاستمتاع بهذه القطع الأثرية الرائعة. لقد كان هذا المتحف كنزاً حقيقياً، ويجب على جميع سكان تكساس أن يشعروا بالحزن على خسارته».

منذ الإعلان عن الإغلاق، شارك المتحف سلسلة من المنشورات لإطلاع الجمهور، بما في ذلك التذكير بأن متجر المتحف سيكون مفتوحاً، ويعمل حتى يومه الأخير. وقال المتحف في السادس من سبتمبر: «إن مخزونه محدود، لذا يجب على الناس المجيء قريباً لشراء تذكارات، مثل: الأعلام والأكواب والقبعات وحقائب اليد». وبعد ثلاثة أيام، قال المتحف «إن الإقبال كان أكبر بكثير مما كان متوقعاً، وباع نسخاً طبق الأصل من السيوف والبنادق، التي استخدمت في الحرب الأهلية الأميركية» يوم السبت، وطلب المتحف من مورده المزيد، وبحلول يوم الخميس، كان هناك المزيد من المقتنيات في المخزون. عن «يو إس إيه توداي»

آلة دعاية

تلقى المتحف الكثير من الانتقادات على مر السنين، بسبب تجاهله للعبودية، واستخدامه كآلة دعائية لتاريخ الكونفيدرالية. وفي عام 2017، أزالت دالاس تمثال «روبرت إدوارد والجندي الشاب»، من حديقة المدينة، ولم يرغب في أخذه أحد سوى متحف تكساس للحرب الأهلية. وقال ريتشي في ذلك الوقت: «نحن لا نميل بالمتحف إلى أي اتجاه، لكن هذه قطعة فنية جميلة حقاً».

الأكثر مشاركة