إليزابيث برو أكدت تزايد التوترات الدولية

إنترفيو.. باحثة سويدية: الشركات العالمية تواجه المصاعب جرّاء الأخطار الجيوسياسية

إليزابيث برو قالت إن الشركات الأجنبية لا يتم النظر إليها باعتبارها كيانات حيادية. عن المصدر

تحدثت الباحثة السويدية، إليزابيث برو مؤلفة كتاب «وداعاً للعولمة: عودة العالم المنقسم» حول الاستراتيجية والأمن، عمّا تعانيه الشركات العالمية في عالم يعاني التوتر الجيوسياسي، وانعدام اليقين. وقالت في مقابلة مع صحيفة «الدبلومات»، إن «هذه الشركات تتعرض لإجراءات انتقامية، نتيجة أفعال أو أقوال صدرت عن حكومات الدول التي تعود إليها هذه الدول». وفي ما يلي المقابلة:

■ اشرحي لنا كيف تؤثر التهديدات الجيوسياسية في الشركات ذات النفوذ الدولي؟

■■ خلال السنوات الـ35 أو الـ40 الماضية، تمددت الشركات العالمية إلى ما هو أبعد من الأسواق الغربية، حيث اتجهت نحو أسواق رئيسة في دول أخرى. ولكن هذه الدول أصبحت تتعامل مع هذه الشركات بصورة مختلفة، نظراً إلى التغيرات التي أصابت العالم حالياً، إذ إنه بات يُنظر إليها كونها تُعدُّ منافسة كبيرة للشركات الوطنية أو أنها عبارة عن قناة لنقل الأفكار الغربية إليها.

ولاتزال هذه الشركات بحاجة إلى وجودها العالمي من أجل تحقيق الأرباح، لكنها عالقة في خضم التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في العالم. وهذا يعني بالنسبة للعديد من هذه الشركات أن وجودها في مناطق عالمية يُعدُّ بمثابة ميزة جيدة، لكنها تمثّل مخاطرة في الوقت ذاته.

■ كيف يتعين على الشركات أن تتعامل مع حالة انعدام اليقين السياسي في إدارتها للمخاطر؟

■■ باتت الشركات أكثر قلقاً بشأن المخاطر الجيوسياسية. وثمة مؤشر أساسي لهذا القلق يتمثّل في زيادة عدد الشركات التي تتعامل مع وثائق تأمين المخاطر السياسية. ويتمثّل التحدي الذي تواجهه الشركات الدولية في تقليل تعرّضها للمخاطر السياسية في الأسواق الخطرة، لكنها تدر ربحاً وفيراً، حيث تُعدُّ الصين مثالاً شهيراً على ذلك.

ويجب على قادة الشركات أن يفهموا بأن شركاتهم لا يتم النظر إليها بأنها تُعدُّ كيانات حيادية، وإنما تنظر إليها الدول غير الصديقة للغرب باعتبارها تابعة للدولة التي يوجد بها المقر الرئيس للشركة. وهذا يعني أن الشركات الأسترالية، على سبيل المثال، بحاجة إلى أن تلتزم بما تقوله وتفعله الحكومة الأسترالية، لأن أفعال هذه الحكومة يمكن أن تؤدي إلى جعل الحكومة الصينية تتخذ أفعالاً انتقامية ضد الشركات الأسترالية، نتيجة مواقف حكومة الدولة التي تنتمي إليها هذه الشركة. وهذا ما حدث أثناء جائحة «كورونا» عندما قامت الصين بأفعال انتقامية ضد تصريحات أطلقها رئيس الحكومة الأسترالية في حينه سكوت موريسون.

■ كيف يتعين على الشركات الاستعداد تحسباً لاندلاع صراع في بحر الصين الجنوبي؟

■■ يتعين عليها التأكد من أن سلاسل الإمداد التابعة لها متنوعة. ويُعدُّ زلزال جزيرة فوكوشيما اليابانية الذي حدث قبل 13 عاماً، مثالاً واضحاً على ذلك. ففي جزيرة فوكوشيما، كان هناك مورد مهم لصناعة السيارات، وكانت هذه الشركة جيدة وموثوقة للغاية، لدرجة أنها كانت المورد الوحيد لشركات السيارات لمنتج معين. وعندما ضرب التسونامي والزلزال وتأثرت الشركة، تعطلت سلاسل توريد السيارات أيضاً. ويتعين على الشركات أن تجري تدريبات على سيناريوهات المخاطر، للاستعداد للاضطرابات المحتملة.

■ كيف يتعين على القطاعين الخاص والعام التنسيق والتواصل خلال سيناريو تهديد جيوسياسي يمكن أن يهدد الأسواق، والبنية التحتية، وممرات الشحن، وسلاسل التوريد؟

■■ ينبغي على القطاعين الخاص والعام التنسيق في ما بينهما من أجل تدبر وتخفيف العوائق الناجمة. ويجب على الحكومات إجراء تدريبات تتعلق بالتهديدات الجديدة التي يتعرض لها الأمن الوطني، ودعوة الشركات إلى المشاركة. وبهذه الطريقة تكون مستعدة بشكل أفضل عندما تقع الأزمات. عن «الدبلومات»

تويتر