كامالا هاريس.. صعود سريع مدفوعاً بـ «طموحات سياسية كبيرة»

كان صعود نائب الرئيس، والمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية، كامالا هاريس، سريعاً جداً، ومدفوعاً بطموحاتها الكبيرة، حيث وصلت إلى أعلى المناصب القانونية في كاليفورنيا دون أن تكون من أسرة ثرية ذات نفوذ سياسي كبير، بل كانت من طبقة متوسطة في مدينة بيركلي، بولاية كاليفورنيا.

وخلال عقد التسعينات من القرن الماضي والعقد الذي تلاه، أصبحت هاريس من الشخصيات المهمة في الولاية، حيث تعرفت إلى الكثير من الشخصيات السياسية والثرية في الولاية.

ففي عام 2003 عندما كان عمر هاريس (39 عاماً)، تم انتخابها مدعيةً عامةً لمنطقة سان فرانسيسكو، حيث إن من صلاحيات المدعي العام الرئيسة للمدينة، تقرير ما إذا كان ينبغي توجيه اتهام، ومن ينبغي توجيه الاتهام إليه، وما ينبغي أن تكون التهمة.

وفي عام 2010، أي بعد سبع سنوات، جرى انتخابها مدعيةً عامةً لولاية كاليفورنيا، وهي «الشرطي الأعلى» المسؤول عن الإشراف على القضايا الجنائية والمدنية في الولاية، وضمان إنفاذ القانون بالطريقة الصحيحة.

وبات أسلوب هاريس الليبرالي في السياسة مقبولاً في ولاية كاليفورنيا التي تغيّرت على مدى السنوات الـ40 الماضية، والتي خرج منها ذات يوم رؤساء جمهوريون، مثل: ريتشارد نيكسون، ورونالد ريغان، وبالطبع حاكم الولاية الشهير أرنولد شوارزنيجر، الذي كان حاكم الولاية من 2003 إلى 2011.

الهجرة

ومن العوامل المهمة التي أسهمت في تغيير كاليفورنيا، الهجرة، إذ أصبح أقل من 25% من ناخبي الولاية مسجلين الآن كجمهوريين،

في وقت أصبحت تهيمن على سياسة الولاية، مجموعتان رئيستان من الناخبين الديمقراطيين، هما: المهاجرون الجدد من الأقليات العرقية، ويشكل اللاتينيون نحو 40% منهم، والليبراليون الأثرياء المتعلمون تعليماً عالياً.

وتعلمت هاريس كيف تجذب الجهتين بالولاية، التي بلغت نسبة ناخبيها فيها 59% حالياً، ولكن شعبيتها هناك تشكل أيضاً أحد أكبر التهديدات لحملتها.

وتُعدُّ كاليفورنيا مكاناً بعيداً للغاية عن ولايات «راست بيلت» وهي: أوهايو، وميشيغان، وبنسلفانيا، ويسكنسون، حيث سيتم حسم الانتخابات في هذه الولايات لمصلحة هاريس، ربما من خلال بضع عشرات الآلاف من الناخبين الذين ربما صوتوا آخر مرة لمصلحة نموذج دونالد ترامب من الجمهوريين العماليين الأحرار. لكن السؤال: هل يمتد سحر هاريس إلى هذا الحد؟ وهل تستطيع إقناع الناخبين الجمهوريين في وقت ما بأنها مرشحتهم أيضاً؟ وهل تستطيع تكرار ما فعلته في كاليفورنيا في مختلف أنحاء أميركا؟

النشأة

ولدت كامالا هاريس في عام 1964 في أوكلاند بولاية كاليفورنيا، على الجانب الآخر من جسر باي من سان فرانسيسكو. وأمضت سنواتها الأولى في بيركلي، حيث نشأت على يد والديها الأكاديميين من الطبقة المتوسطة.

وفي عام 1958 سافرت والدتها، الدكتورة شيامالا جوبالان، من الهند إلى الولايات المتحدة وأصبحت باحثة مشهورة في مجال سرطان الثدي، فيما أصبح والدها، المولود في جامايكا، دونالد جيه هاريس، الذي يبلغ من العمر الآن 86 عاماً، أستاذاً للاقتصاد في جامعة ستانفورد في عام 1972.

وكان باب منزل العائلة مفتوحاً دائماً للأكاديميين والناشطين.

وبعد طلاق والديها في عام 1971، نشأت كامالا وشقيقتها الصغرى مايا، التي تبلغ من العمر 57 عاماً حالياً، على يد والدتهما، التي توفيت في عام 2009.

ودرست هاريس في جامعة هاوارد في واشنطن، التي اعتاد أن يدرس فيها ذوو الأصول الأفريقية تاريخياً. وبعد تخرجها درست في كلية هاستنغ للقانون في جامعة كاليفورنيا، ومن ثم نالت منحة للتدريب في مكتب المدعي العام في ألاماندا جنوب مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا، وكان هذا المكتب واحداً من أكثر المكاتب احتراماً في البلاد، حيث كان يتعامل مع عدد كبير من قضايا الجرائم العنيفة.

وفي نهاية التدريب حصلت هاريس على عمل في مكتب المدعي العام كمتدربة على هذه المهنة، لتبدأ مسيرتها المهنية في المحاكم، وكان يتعين عليها في ذلك الوقت أن تجتاز الامتحان، لكنها عندما رسبت شعرت بالمهانة. غير أن المكتب طلب منها البقاء حتى تمكنت من النجاح في المحاولة الثانية، وبدأت العمل كنائب للمدعي العام في عام 1990.

شائعات

وفي عام 1994، كانت هاريس لاتزال مدعية عامة غير معروفة إلى حد كبير في أوكلاند، عندما تعرفت إلى رئيس مجلس ولاية كاليفورنيا ويلي براون، أحد أشهر الساسة في المنطقة وصانع القرار الكبير فيها، والذي قدم لها الكثير من الدعم وقدمها إلى الكثير من الشخصيات التي ساعدتها في مسيرتها المهنية.

وفي نهاية عام 1997، انتشرت شائعات، مفادها بأن هاريس كانت تتطلع إلى الانتقال المهني من حيث عملها في ألاميدا إلى سان فرانسيسكو، فذهبت إلى المدعي العام، توم أورلوف، لتخبره أنه عُرض عليها وظيفة نائبة مساعدة في مكتب سان فرانسيسكو.

ويقول أورلوف، الذي يبلغ من العمر 81 عاماً حالياً: «من الواضح أن كامالا كانت طموحة ورأت مستقبلاً أكثر إشراقاً في سان فرانسيسكو، وأعتقد أنها كانت محقة».

وبدأت هاريس العمل كمدعية عامة في سان فرانسيسكو في فبراير 1998، حيث كانت تتولى رئاسة وحدة الجرائم المهنية.

المحاكمة الأولى

وفي محاكمتها الأولى، كان صديقها القديم ويلي براون، عمدة المدينة، الذي ساعدها في الحصول على هذه الوظيفة جالساً في قاعة المحكمة.

وكان رئيسها في مكتب المدعي العام، هو تيرينس كايو هالينان، وهو محامٍ سابق من اليسار، والذي كان معروفاً بتسوية النزاعات بقبضتيه. وتقول الشائعات، إن هاريس رأت أن منصبها ضعيف، لاسيما أن مساعد هالينان الرئيس، داريل سالومون، كان يشك بهاريس، معتقداً أنها كانت تخطط للاستيلاء على منصب رئيس المكتب في انتخابات مكتب المدعي العام التالية في عام 2003.

واستقالت هاريس في أغسطس 2000 لتتولى منصب رئيسة وحدة الأطفال والأسرة في مكتب المدعي العام بالمدينة، وقالت وقتها: «لقد أصبت بخيبة أمل في منصبي السابق».

ويتولى مكتب المدعي العام التعامل مع القضايا المدنية بما في ذلك محاكم الأسرة، حيث تم تعيين هاريس، للتعامل مع الكفالة والتبني والإهمال وإساءة معاملة الأطفال.

وقد وظفتها المدعية العامة في المدينة في ذلك الوقت، ليوز رين، التي تبلغ من العمر الآن 87 عاماً، قائلة: «اعتقدت أن عملها كمدعية عامة سيفيدها في التعامل مع نوع الصدمات والإهمال الذي تراه في محاكم الأسرة».  عن «صنداي تايمز» البريطانية

• هاريس بدأت العمل مدعيةً عامةً في سان فرانسيسكو خلال فبراير 1998، حيث كانت تتولى رئاسة وحدة الجرائم المهنية.

10 سنوات على زواج هاريس

 

هاريس مع زوجها دوغ إيمهوف. رويترز

احتفلت نائب الرئيس، والمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية، كامالا هاريس، مع زوجها دوغ إيمهوف، بمرور 10 سنوات على زواجهما الذي تم في عام 2014، في شيكاغو.

والتقت هاريس مع إيمهوف للمرة الأولى عام 2013 خلال لقاء عابر نظمته صديقة مشتركة تدعى، كريستي هودلين، التي أبلغتها أنها «التقت برجل رائع يعيش في لوس أنجلس وهي تعتقد أنه ملائم لهاريس، واسمه دوغ إيمهوف».

وتقول هاريس: إن «إيمهوف أرسل إليها بعد أيام قليلة رسالة نصية، واتصل بها في اليوم التالي. وتحدث الاثنان مع بعضهما في اليوم التالي، والتقيا لاحقاً.

وفي اليوم التالي للقائهما الأول، أرسل إيمهوف لها رسالة نصية تقول: «أنا معجب بك وسنرى إذا كان بإمكاننا جعل هذه العلاقة تنجح».

«المرشحة الأضعف» تفوز    

التقت كامالا هاريس، من خلال بعض الأصدقاء، المستشارة السياسية، أندريا ديو ستيل (56 عاماً).

وتقول هاريس: «أعجبت بها منذ اللحظة التي قابلتها فيها، حيث كانت هذه المرأة تتمتع بكفاءة واتزان هائلين، وكانت قوية للغاية، وتتسم بالحزم والصلابة».

وذات يوم، كانت ستيل تجلس على العشاء مع هاريس، فقالت لها: «يجب أن تترشحي إلى منصب المدعي العام لمدينة سان فرانسيسكو». وبعد أشهر اتصلت بها هاريس، وقالت لها: «أنا مستعدة للترشح، ماذا أفعل؟»، فدعتها ستيل إلى لقائها، وكانت المهمة الأولى هي تجميع الأسماء المهمة في المدينة، والتي من شأنها أن تساعد في إنشاء قاعدة من المانحين، وبناء علاقات حقيقية مع الأشخاص المناسبين.

وكانت هاريس المرشحة الأضعف في سباق انتخابات المدعي العام، حيث حصلت على 6% من الأصوات في البداية، لكنها وضعت نفسها في موقف المرشحة المعقولة والمعتدلة في مواجهة الفوضى التي أحدثها رئيسها السابق، تيرينس كايو هالينان.

واستطاعت هاريس أن تحشد مجموعة من المانحين الديمقراطيين في مدينة سان فرانسيسكو، وكان من بينهم صديقها القديم، ويلي براون. واحتشد جمهور النخبة في المدينة خلف «نجمتهم الجديدة».

وانطلق التنافس الانتخابي بين هالينان وهاريس، واتسمت بالقسوة، فقد وجه لها اتهامات بالفساد، بسبب علاقتها بويلي براون، واختيارها لاحقاً لعضوية مجالسه ذات الرواتب العالية.

ورغم أن براون دعم ترشحها، فإن هاريس نأت بنفسها عنه، ووصفت علاقتهما بأنها «عبء ثقيل يحوم حول عنقي».

وقالت لصحيفة «سان فرانسيسكو ويكلي»: «لقد انتهت مسيرته المهنية، وأنا لا أدين له بأي شيء».

وفي نوفمبر 2003 تم انتخاب هاريس المدعي العام لمدينة سان فرانسيسكو، بعد أن حققت الفوز على هالينان، وجمعت 56% من الأصوات.

واحتفل طاقمها الانتخابي، وكذلك فريقها في مقرهم الواقع في منطقة يغلب عليها «السود» من الطبقة العاملة وتقع على بعد أميال من المراكز السياسية المعتادة. وبعد شهرين، أقسمت اليمين وهي ترتدي عقداً من اللؤلؤ استعارته من إحدى صديقاتها.

الأكثر مشاركة