سبقه غروفر كليفلاند بعد أن انتُخب عازباً

ترامب ثاني رئيس يفوز بفترتين غير متتاليتين في تاريخ أميركا

صورة

فاز الجمهوري دونالد ترامب بفترتين رئاسيتين غير متتاليتين، وهزم منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، بفارق كبير، خلال انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، حيث لم يفعل ذلك سوى رئيس أميركي واحد من قبل.

وبإعادة انتخابه، سيكون ترامب ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يخدم فترتين غير متتاليتين.

وكان الأول، غروفر كليفلاند، الذي قضى فترتين غير متتاليتين في البيت الأبيض من عام 1885 إلى عام 1889، ومن عام 1893 إلى عام 1897.

ودخل كليفلاند - وهو محامٍ - معترك السياسة في الأربعينات من عمره بوصفه «مصلحاً مناهضاً للفساد»، وانتُخب عمدة لمدينة بافالو في ولاية نيويورك عام 1881، ثم حاكماً للولاية بعد ثلاث سنوات.

وتم ترشيح كليفلاند عن الحزب الديمقراطي عام 1884، وتغلب على فضيحة طالته، ليهزم بفارق ضئيل خصمه الجمهوري، السيناتور جيمس بلين من ولاية ماين. وكان كليفلاند أول ديمقراطي يُنتخب بعد الحرب الأهلية التي انتهت عام 1865.

وتميزت ولايته الأولى بأحداث رئيسة عدة، بما في ذلك أعمال شغب «هايماركت» المميتة عام 1886 في شيكاغو، والتي أصبحت رمزاً للنضال من أجل حقوق العمال، وإقرار قانون التجارة بين الولايات عام 1887 الذي أسس التنظيم الفيدرالي لصناعة السكك الحديدية للمرة الأولى.

كما تزوج كليفلاند الذي انتُخب عازباً، أثناء رئاسته، وهو الرئيس الوحيد الذي فعل ذلك في البيت الأبيض.

لكن كليفلاند اتخذ أيضاً بعض القرارات التي أغضبت منتقديه، مثل نقض مشاريع قوانين المعاشات التقاعدية الخاصة لقدامى المحاربين في الحرب الأهلية، وعدم توزيع البذور على المزارعين المتضررين من الجفاف.

وترشح لإعادة انتخابه عام 1888، لكنه خسر أمام المرشح الجمهوري بنجامين هاريسون، الذي كان عقيداً في جيش الاتحاد الأميركي أثناء الحرب الأهلية، وحفيد الرئيس السابق ويليام هنري هاريسون.

ومع ذلك، ظل كليفلاند يتمتع بسمعة طيبة بين عامة الناس، وفاز بالتصويت الشعبي والمجمع الانتخابي في عام 1892.

وقال المؤرخ الرئاسي تروي سينيك، إن حملة إعادة انتخاب كليفلاند، كانت سيئة الإدارة على العديد من المستويات، موضحاً: «بدأ السباق دون مدير حملة، وفوّض معظم مسؤوليات الدعاية الانتخابية لنائبه في الترشح، ألين ثورمان، الذي لم يكن يتمتع بصحة جيدة بما يكفي لتحمّل قسوة الحملة الانتخابية في سن 74 عاماً»، وتابع سينيك: «استند السباق بأكمله إلى اقتراحه بخفض التعرفات الجمركية، ما أدى إلى انقسام حزبه الديمقراطي وتوحيد الجمهوريين في المعارضة».

ولم ينجح ثلاثة رؤساء في العودة إلى البيت الأبيض بعد تركه، حيث حاول الرئيس مارتن فان بورين - الذي خدم من عام 1837 إلى 1841 - الترشح كمرشح حزب ثالث في عام 1848، بينما ترشح الرئيس ميلارد فيلمور، الذي خدم من عام 1850 إلى 1853، مرة أخرى في عام 1856.

وترشح ثيودور روزفلت، الذي غادر البيت الأبيض في عام 1909، دون جدوى لولاية ثالثة في عام 1912.

وبعد أكثر من 100 عام، انضم رئيس آخر إلى كليفلاند ليحقق إنجازاً تاريخياً بالعودة إلى البيت الأبيض بعد أن تركه قبل أربع سنوات. وبينما يختلف الوضع في عهد كليفلاند عن الظروف الحالية التي تعيشها الولايات المتحدة والتحديات المحدقة بها، فإن ساكن البيت الأبيض العائد دونالد ترامب سيلقى كثيراً من المقاومة داخلياً وخارجياً، في وقت يسعى إلى الانتقام من خصومه الداخليين وتغيير الموازين الدولية لمصلحة بلاده. عن موقع «إن بي آر»

. كليفلاند ظلّ بعد فترته الأولى يتمتع بسمعة طيبة، وفاز بالتصويت الشعبي والمجمع الانتخابي عام 1892.

تويتر