250 «ضحية» نووي أسترالي يقاضون بريطانيا
يعتزم سكان أصليون وجنود سابقون في منطقة اوتباك الاسترالية مقاضاة الحكومة البريطانية بسبب الامراض والعاهات المستدامة التي أصيبوا بها جراء الاختبارات النووية في المنطقة. ويقول 250 شخصاً بينهم 150 جندياً أسترالياً سابقاً إنهم يعانون من السرطان وأمراض جلدية وعاهات نتيجة للغبار النووي المتساقط على المنطقة.
وإذا قدر لهؤلاء ان يكسبوا هذه القضية فإن الوزارة ستتكبد فاتورة من التعويضات تبلغ ملايين الجنيهات الاسترلينية، وفقاً لما ذكره محامون للضحايا.
الاسبوع الماضي سافر المحامون البريطانيون الى جنوب أستراليا، حيث وقعت الانفجارات النووية وذلك لإعداد الدعوى القضائية مع حركة الحقوق القانونية للسكان الاصليين، وسيوثقون الروايات التي يرويها السكان الذين شهدوا الواقعة خلال فترة الاختبارات قبل 50 عاما.
ويقول ممثلو مؤسسة هيكمان آند روز القانونية في لندن، إن العوائل الذين جاؤوا حتى الآن بهذه الادعاءات انما يمثلون فقط رأس جبل الجليد ويتوقعون المزيد منهم.
وتقول الاسترالية الأصل آنا مازولا، إن البريطانيين حذروا المزارعين البيض من أن الاختبارات ستجرى في هذا المكان بينما تجاهلوا السكان الأصليين، وتضيف أن «البريطانيين افترضوا أنه لا يوجد شخص يعيش في هذا المكان، لكنهم كانوا يعلمون ان السكان الاصليين يعيشون هنا ويأكلون النباتات التي تنمو هنا، والحيوانات البرية التي تعيش هنا، ولهذا فإنهم تأثروا تأثرا شديداً بهذه الاختبارات النووية».
وتقول «لم يتم سوى إجراء بحث ضئيل جداً في مضاعفات تلك التجارب، ولهذا السبب فإنهم يصبحون مسؤولين عما حدث». أما الجنود والمدنيون الذين يدعون أنه تم ارسالهم للعمل في مواقع الاختبارات من دون حماية فسيمثلهم مكتب شيري بوث كيو سي للمحاماة. ويأملون أن تتم الاجراءات القانونية في هذا الشأن في مايو المقبل.
هذه الترتيبات تأتي في أعقاب حكم صدر في يونيو الماضي بأن الجنود الذين كانوا يعملون في الجيش البريطاني في أستراليا تأثروا بالاختبارات النووية وفي إمكانهم مقاضاة الحكومة البريطانية.
من بين الاستراليين الذين يسعون إلى الحصول على تعويض عائلات «أطفال ووميرا»، وهم عبارة عن 60 طفلا قضوا نحبهم في منطقة ووميرا خلال التجارب النووية بعضهم من غير سبب واضح. وتقع منطقة ووميرا على بعد 370 ميلاً غرب موقع التجارب في مرالينغا ويعتقد البعض أن المدينة قد تكون تعرضت لتساقط الشظايا النووية. بعض الضحايا المزعومين ذكروا أن «ضباباً أسود» غطى منازلهم بعد التفجيرات.
خلال السنوات التي أعقبت التجارب ادعى المحامون أنه تم تسجيل العديد من حالات السرطان والامراض الجلدية وتشوهات المواليد في كثير من مناطق الجنوب الاسترالي.
كانت ماورين وليامز طفلة صغيرة في مدينة كوبر بدي النائية عندما تم إجراء التجربة النووية الثانية عام ،1953 وشاهدت عائلتها السحابة السوداء التي ظهرت من بعيد على «شكل نبات الفطر الاسود والاحمر»، لكنهم لم يفهموا كنهها، وأيضاً شاهدوا ذلك الضباب الذي كان يزحف عبر الصحراء. وتقول «اتجه الضباب مباشرة لمعسكرنا وبدأ الناس يمرضون. السيدة وليامز التي انضمت للمجموعة الشاكية تعاني من مرض جلدي وتحتاج الى معالجة مستمرة».
وتقول الآنسة مازولا «إننا نتعامل مع أجيال من السكان تأثرت بالإشعاعات التي تسببت فيها المتساقطات والذين لم تعترف جهة رسمية بمحنتهم». وتضيف أن العلوم الطبية تطورت الآن لتثبت أن تلك الجروح نتجت عن التجارب النووية».
وكانت بريطانيا أجرت سبع تجارب رئيسة ومئات التجارب الصغيرة الاخرى في استراليا خلال خمسينات وستينات القرن الماضي، خوفاً من مغبة تصاعد وتيرة الحرب الباردة، وتم إرسال اكثر من 8000 جندي من المواطنين الاستراليين الى منطقة مارالينغا في أقصى الجنوب الغربي لأستراليا وأيضا الى منطقة ايموفيلد في الصحراء الجنوبية الاسترالية بشأن التجارب، لم يكونوا مزودين سوى بقبعة وشورت وحذاء طويل، وصدرت اليهم الاوامر بأن يديروا ظهورهم فقط عندما تنفجر القنبلة، ودفن العديد منهم في خضم الغبار المتساقط من السحب التي تشبه نبات الفطر، وتم علاجهم في ما بعد من أمراض إشعاعية.