‏‏

‏تشومسكي: أميركا لم تندم على جرائم في هايتي‏

المفكر الأميركي نعوم تشومسكي. غيتي

‏‏قال المفكر الأميركي نعوم تشومسكي إن أميركا بالغت في نشر قوات كبيرة لها في هايتي في إطار ما قامت به من مساعدة لمنكوبي الزلزال، وأكد تشومسكي في حوار له مع مجلة «اي سايد داون» ان دور كوبا وفنزويلا في الإغاثة كان ريادياً، كما ان فنزويلا كانت الدولة الوحيدة التي شطبت ديونها المستحقة على هايتي، ومع ذلك فقد تم استثناؤها مع كوبا من الدعوة الى مؤتمر مونتريال للمانحين. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة.

هل وقعت أخيراً رسالة موجهة إلى صحيفة الغارديان البريطانية تحتج فيها على عسكرة المساعدات الإنسانية لضحايا الزلزال في هايتي؟

الحفاظ على الأمن ضروري في حالات الإغاثة الإنسانية، والولايات المتحدة تجيد توظيف قوتها العسكرية في مثل هذه الحالات منذ وقت بعيد، ولكني أعتقد أنه كانت هناك مبالغة كبيرة منها، فقد بعثت قوات عسكرية إلى هايتي تزيد بكثير على الحاجة، بل إن كثرة عديد العسكريين الاميركيين ربما عرقلت عمليات الاغاثة وتوزيع المساعدات الانسانية لضحايا الزلزال.

هل نشر هذه القوات الأميركية كان خطوة استباقية لإجهاض تحركات شعبية تطالب بعودة الرئيس الهايتي السابق جان اريستيد ولتحجيم الدور الفرنسي ؟

لم أكن متأكداً من أن استقدام قوات ونشرها قد يؤدي الى احتجاجات، ولكني أتفهم القلق المتزايد رسمياً وشعبياً إزاء توابع الكارثة وعواقبها التي كانت تزداد سوءاً نتيجة تفشي الاوبئة في فصل ماطر، ما يزيد من صعوبة أعمال الانقاذ وتوزيع المساعدات.

لاحظت قناة الجزيرة أن الفريق الطبي الكوبي كان الأول على الإطلاق في الوصول ومباشرة العمل وفي عدد الأطباء والممرضين. ماتعليقك ؟

حسن، الكوبيون كانوا موجودين قبل وقوع الزلزال، حيث إن هناك نحو 200 طبيب، كما اتسم تحركهم بالسرعة والفاعلية، وكذلك الامر بالنسبة للفنزويليين الذين كانت بلادهم الاولى، بل الوحيدة التي تشطب ديونها المستحقة على هايتي، وعلى الرغم من ذلك فقد تم استثناء فنزويلا وكوبا من الدعوة إلى مؤتمر مونتريال للمانحين.

سبق لك وقلت إن الأميركيين ليسوا وكلاء الأخلاق، فهم يتصرفون طبقاً لمصالحهم. ماذا عن كوبا؟

أعتقد أن هذا الأمر كان يمثل جزءاً من جوهر الثورة الكوبية التي كانت تسعى إلى أن تتصدر أرقى مستويات العالمية، ويمكن القياس على هذا من خلال النظر الى دور كوبا في تحرير انغولا.

قدمت الدومينيكان مساعدات، ولكن بالعودة إلى عام 2004 نلاحظ أن الدومينكان عملت بنشاط وبالتعاون مع أميركا لزعزعة هايتي؟

أعرف ذلك، بل إنها قدمت لهم قاعدة، ويمكنك وصفه بالتناقض اذا رغبت في ذلك، وكذلك فإن من المتناقضات أيضاً ظهور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون من دون تقديم أي اعتذار عن الجرائم التي التي ارتكبتها اميركا وفرنسا ضد هايتي، بينما ذهب رئيس شركة تويوتا اليابانية للسيارات الى الكونغرس الاميركي وقدم اعتذاره، لان بعض الاشخاص قتلوا بسبب أخطاء فنية في سياراتهم.

 

تويتر