‏‏

‏هان.. مدون ضمن الـ100 الأكثر تأثيراً في العالم‏

المدون الصيني ها هان. أرشيفية

‏رغم صغر سنه استطاع الشاب ها هان، أن يثبت وجوده في فضاء الانترنت الفسيح، والذي يعج بملايين المواقع والمدونات بلغات مختلفة. وأصبح هان خلال فترة قصيرة حديث الخاص والعام في شنغهاي وبكين وغيرهما من المدن الصينية. واختارته مجلة «تايم» الأميركية ضمن الـ100 شخصية الأكثر تأثيراً في العالم هذا العام. وفضلاً عن كونه سائق سيارات محترفاً يشارك في السباقات السريعة فقد تمكن الشاب الصيني من شق طريقه في العالم الافتراضي وأن يبني لنفسه مجداً يعتقد بعض المراقبين أنه سيكون قدوة لكثير من الشباب الصيني الطموح. ويقول هان، (28 عاما) أن «تركيزه في السنوات الأخيرة كان على شيئين فقط هما: كتابة القصص وقيادة السيارات السريعة». وفي الوقت الذي تزداد فيه شعبية الشاب الوسيم، خصوصاً بين الفتيات، تبدو السلطات الرقابية في بكين قلقة تجاه هذه الظاهرة وخشية استنساخها. ويذكر أن هان قد نشر أول قصة له عندما كان في الـ19 من عمره، بعنوان «البوابة الثلاثية» ولاقت نجاجاً منقطع النظير، حيث بيع منها أكثر من مليوني نسخة. وحاول من خلال الكتاب عرض معاناة جيله في الصين التي تتبنى سياسة الطفل الواحد وحجم الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تقع على عاتق هذا الطفل. أطلق هان مدونته في 2006 وزارها منذ ذلك الحين أكثر من 300 مليون شخص، لتكون بذلك أكثر المدونات شعبية في الصين ومن ثم عالميا. واستطاعت مدونته الصمود رغم الرقابة الشديدة التي تفرضها بكين على الشبكة العنكبوتية ويرجع محللون بقاءها إلى شعبيتها منقطعة النظير والأسلوب الخفيف الذي يتبناه هان في طرح أفكاره الجريئة. ولا تنتقد المدونة السلطة المركزية أو الحزب الحاكم ولا يتم التطرق إلى أسماء المسؤولين ويتم طرح المشكلات اليومية والقضايا، مثل الفساد، في إطار المرح والدعابة. وفي ذلك يقول المدون «أعرف جيداً كنوز النظام التي لا يجب العبث بها. أنا لا أقترب منها لأن ذلك لا يفيد شيئاً». مضيفاً «من الأفضل استغلال الفضاءات المسموح السباحة فيها». بلغ عدد المدونين في الصين نحو 300 ألف مدون، في عام 2004 ليصل العام التالي إلى أكثر من مليون. وقد أصبحت المدونات مصدراً مهماً للأخبار ذات الطابع الشعبي. ورغم الانتقادات الموجهة للصحافة الشعبية التي لاتزال في مرحلة التطور، إلا أن بإمكانها الإشارة إلى نقاط الضعف في الصحافة الصينية الرسمية. وفي الوقت الذي تبذل السلطات كل ما في وسعها للتحكم في الشبكة العنكبوتية أصبحت الرقابة وتجاوزها أشبه بلعبة القط والفأر عند الصينيين. ويمثل هان وأمثاله معارضة «ناعمة» يمكن أن تحقق نتائج جيدة مستقبلاً. ويعتقد هان أن السياسة «لا قيمة لها إذا كانت حائلاً دون الإبداع والثقافة»، موضحاً «أكره السياسة وأفضل الثقافة والفنون وإذا وقفت السياسة في وجه الإبداع الثقافي فهذا يمثل مشكلة بالنسبة لي».

تويتر