بريطانيا جهزت لهجوم جرثومي في الحرب العالمية الثانية

البريطانيون حصلوا على الأسلحة البيولوجية قبل 60 عاماً. غيتي

أشارت معلومات كشف عنها الارشيف القومي البريطاني الى أن العلماء البريطانيين أجروا تجارب على طرق نشر أمراض عدة، مثل الحمى القلاعية وامراض مهلكة أخرى، مثل الديزنتاريا والكوليرا والتيفوئيد، خلال التجارب الحربية البيولوجية السرية التي اجريت إبان الحرب العالمية الثانية. وتم الكشف عن قائمة شاملة للجراثيم الممرضة والاوبئة التي يمكن أن تتحول الى أسلحة دمار شامل، في ملفات من لحنة الحكومة الحربية والتي نقلت إلى الارشيف.

وكان من المعروف ان الحكومة البريطانية أنتجت خمسة ملايين قطعة «كيك» مملوءة بالانثراكس لتسميم المواشي الالمانية خلال الحرب، ولكن الوثائق التي نشرت اظهرت ان الابحاث أجريت على أنواع كبيرة جدا من الأمراض معظمها في بورضن داو بالقرب من سالسبيري و بيربرايت في مدينة صوري البريطانية.

وبعث خبراء تقارير إلى لجنة تجارب بورشن المنبثقة عن الحكومة الحربية يعترفون فيها بأن «الحرب البيولوجية والبكتيرية» غير قانونية بموجب بروتوكولات جنيف لعام .1925 وكانت هذه المذكرة التي نشرت حديثا تحمل صفة «سري جدا ويحفظ في أماكن أمينة ومغلقة بالأقفال»، واشارت المذكرة الى مادة سامة يعتقد انها البوتولينيوم، بكلمات هي «غير مخصص للتوزيع».

وقال تقرير يرجع الى عام 1941 «اكثر هذه الامراض فعالية في الحرب البكتيرية هو: الامراض البشرية، وهي التيفوئيد و الديزنتاريا و الكوليرا. أما أمراض الحيوانات فهي الانثراكس، والحمى القلاعية، وطاعون المواشي والرعام الذي يصيب الخيل، وحمى الخنازير (ويمكن أن يؤثر الانثراكس والرعام في البشر اذا كانوا في ظروف ملائمة».

وتساءلت المذكرة عما اذا كان الانتقام يجب أن يقتصر على الامراض فقط او الملوثات المعدية التي استخدمت للمرة الاولى من قبل النازيين، وقالت «من المفروض أن يتم الانتقام بصورة متزامنة مع الهجوم المعادي، بحيث يتم فيه استخدام أقصى ما نملك من طاقة»، وقالت المذكرة يمكن ادخال الامراض البشرية الى اراضي العدو «عن طريق المخربين»، بحيث يصبح «من الصعب أن يكون لها تأثيرا خطرا»، واضاف «يمكن احباط المحاولات الهادفة الى تلويث مياه الخزانات المعدة للشرب عن طريق استخدام الكلورايد لتعقيم مياه الشرب».

وأشارت المذكرة الى أن بعض أمراض الحيوانات مثل «الانثراكس والحمى القلاعية وطاعون المواشي، يمكن نشرها عن طريق الرش على المراعي من الطائرات».

وبحلول فبراير عام 1941 تم انجاز العمل اللازم لتصنيع حاويات من الحديد يمكن تثبيتها بقاذفات ويلنغتون وبيلنهايم. وتم تحديد الوقت اللازم من اجل «الاجراءات الانتقامية» لكل مرض. ونصحت المذكرة بأنه ثمة حاجة الى كمية قليلة من جراثيم التيفوئيد والديزنتاريا والكوليرا، كما تم اجراء عدة تجارب في طرق الاستخدام.

ويمكن انتاج أبواع جراثيم الانثراكس الفعالة بأعداد كبيرة جدا خلال بضعة ايام، واما الحمى القلاعية فكانت بحاجة لمدة ثلاثة اسابيع لمكاثرتها، وأما امدادات طاعون الماشية، فكان لابد من احضاره من افريقيا، واما بكتيريا مرض الرعام، فإنها بحاجة الى اسبوعين. وتم اجراء تجارب كثيرة على حمى الخنازير.

تويتر