ارتفاع نسبة الزواج المختلط في أميركا

تزايد تقبل الأميركيين للزواج المختلط. أرشيفية

تحتل هاواي المرتبة الأولى في الولايات المتحدة من حيث عدد حالات الزواج المختلط، وتعتبر الولاية نموذجاً لانصهار الثقافات في بلد تأسس على أيدي المهاجرين القادمين من مختلف أنحاء العالم. وتقول مديرة مركز العائلة في جامعة هاواي مانوا، سيلفيا يوان ان الزيجات المختلطة أصبحت رائجة في هاواي وباتت نظرة الناس إلى الزوجين المنحدرين من عرقين مختلفين، عادية جدا. وتقول الإحصاءات الرسمية إن عدد حالات الزواج المختلط في الولايات المتحدة قد ارتفع بنسبة 20٪ منذ سنة .2000

ويقول محللون إن المهاجرين من أصول لاتينية أصبحوا يميلون إلى المهاجرين الآسيويين، نظرا لتشابه ثقافاتهم من جهة، وأملا في إنشاء مجتمع مواز لمجتمع الرجل الأبيض من جهة أخرى. الأمر الذي قد ينتج انقسامات عرقية ويشجع النزعة العنصرية في لدى الطرفين. وفي ذلك يقول استاذ علم الاجتماع والسياسات العامة في جامعة كورنل البروفيسور دانيال ليشتر «الاعتبارات العرقية لن تختفي على المدى المنظور»، مشيرا إلى تزايد حدة المشاعر المعادية للمهاجرين في الآونة الأخيرة والقوانين الجديدة التي تستهدف الحد من الهجرة. ويضيف ليشتر ان «رد الفعل تجاه المهاجرين من طرف الرجل الأبيض جعل بعضهم يتحول إلى الأجناس الأخرى القريبة منه طلبا للدعم»، في المقابل تشير البيانات الرسمية إلى أن 40٪ من المهاجرين الآسيويين المولودين في أميركا يتزوجون من البيض منذ .1980 في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الأميركيين، من أصول لاتينية، الذين يتزوجون من البيض، خلال العقود الثلاثة الماضية. كما تضاعف عدد السود الذين يرغبون في الزواج من البيض ثلاث مرات تقريبا. ويرجع ذلك إلى زيادة الوعي الثقافي لدى الأميركيين السود وتقبل الطبقة المتوسطة للثقافات الأخرى. وتقول المواطنة الأميركية من أصل آسيوي هاي نغوين، 37 عاما إنها لم تواجه مشكلات تذكر مع زوجها الفيتنامي الأصل، لأنهما يشتركان في أشياء كثيرة «نأكل الطعام نفسه، ونحب الأشياء نفسها». وتقول نغوين إن التغيرات الديمغرافية في أميركا ستعقد عددا من المفاهيم لدى الأعراق المختلفة. ويقول أغلب الأميركيين السود الذين ينتسبون إلى عائلات مختلطة إنهم سود. وفي استبيان لمكتب الإحصاءات الأميركي «سانسوس بيورو» عرف الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه على أنه «أسود»،على الرغم من أن والدته بيضاء.

تشهد ولاية ميسيسبي تزايدا متسارعا في عدد الزيجات المختلطة بين البيض والسود، كما ارتفعت من 2.25 إلى 3.7 ملايين حالة في الفترة ما بين 2000 و،2008 على مستوى الولايات الخمسين. وأصبح القران بين السود والبيض أمرا مقبولا اجتماعيا في ولايات الجنوب التي شهدت أسوأ فصول العنصرية في تاريخ الولايات المتحدة. وفي المقابل، وجد عدد من الأميركيين المنحدرين من أصول لاتينية ضالتهم عند مواطنيهم البيض، ومن بين هؤلاء جوان تورمان الذي يعمل مديرا للمبيعات في مدينة هيوستن الذي تزوج من فتاة شقراء تدعى إيملي، «الزواج المختلط ليس كما يظنه الكثيرون، فعلى الرغم من التوافق الكبير مع زوجتي إلا أني شعرت باختلاف ثقافي ومازال هذا الشعور إلى الآن». ويقول مراقبون إن مجيء أوباما إلى الحكم قد غير بعض المفاهيم السلبية تجاه السود في حين يرى آخرون أن ذلك قد يزيد من حدة التوتر العرقي في أميركا.

 

تويتر