هادي إبشتاين

إبشتاين: المحرقة النازية دفعتني إلى التعاطف مع الفلسطينيين

تقول الناشطة الأميركية هادي إبشتاين إنه حان الوقت ليتحرك العالم لدعم القضية الفلسطينية. ودعت ابشتاين، 85 عاماً، وهي يهودية نجت من المحرقة النازية، إلى فضح جرائم الآلة العسكرية الإسرائيلية. وترى أن دول العالم أصبحت حبيسة عقدة معاداة السامية. وفي ما يلي مقتطفات من حوار أجرته معها صحيفة «زمان» التركية:

أنت من بين الناجين من الهولوكوست، وهذا يعني أنك من المتوقع أن تدافعي عن وجود إسرائيل. كيف يمكن فهم دفاعك عن حقوق الفلسطينيين؟

ـ نجاتي من المحرقة لا علاقة لها بانتقاداتي لسياسات إسرائيل وممارساتها. ومن جهة أخرى فإن التجربة التي مررت بها جعلتني أحس بمعاناة الآخرين خصوصاً الشعب الفلسطيني الذي وقع في قبضة الحكومة والجيش الإسرائيليين. تعلمنا من المحرقة ألا نجرّم الآخرين بغير سبب مقنع وهذا ما حدث للفلسطينيين.

تصفين نفسك بأنك «معادية للصهيونية»، لماذا؟

- نشأت في بيئة يهودية صهيونية بألمانيا، ولكني كنت الوحيدة التي لم تتبن هذه العقيدة، لأن والدي لم يكونا صهاينة. عندما جاء هتلر إلى الحكم كنت في الثامنة من العمر. كان على عائلتي الرحيل إلى أي مكان ولم يختر والدي الذهاب إلى فلسطين لأنه كان لا يؤمن بالصهيونية. وعندما رحلنا إلى أميركا في 1948 اندمجت في الحياة الجديدة، ولم تكن إسرائيل ضمن اهتماماتي إلى أن وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا في .1982

معظم اليهود الأميركيين في نظرك مناصرون لإسرائيل وكل من ينتقد الدولة العبرية «معادٍ للسامية»، وإن كان يهودياً فهو «يكره نفسه». وأنت؟

ـ لم أمر بتجربة في حياتي كنت فيها «كارهة لنفسي» أو «خائنة»، ومع ذلك فإن مثل هذه الملاحظات لن تمنعني من القيام بما يمليه علي ضميري والذي أراه بأنه حق.

طالبت الحكومات باتخاذ اجراءات إزاء إسرائيل وترك الخوف جانبا. لماذا تتردد الدول في اتخاذ مواقف صارمة ضد تل أبيب، ما الذي يخافونه؟

ـ انها تخاف من أن تتهم بمعاداة السامية. في ألمانيا مثلاً الإحساس بالذنب حيال المحرقة يغذي هذا الخوف بشكل كبير.

أغلبية الإسرائيليين مازالوا يؤيدون سياسة تل أبيب، هل يعتبر هذا السلوك تعاطفاً مع الجلادين؟

ـ الأمر بدأ يتغير خصوصاً بعد العدوان الإسرائيلي على غزة في أواخر ،2008 وأيضا عقب الهجوم على قافلة الحرية. يظن المواطن الإسرائيلي العادي، الذي يصدق حكومته، أن إسرائيل تحت تهديد مستمر وأن الفلسطينيين أشرار. أغلب الإسرائيليين لا يعرفون مدى معاناة الشعب الفلسطيني.

هل أنت راضية عن رد فعل الرئيس الأميركي باراك أوباما في ما يخص العدوان على قافلة الحرية؟

ـ بالطبع لا. أوباما على دراية بما يجري. في سنوات شبابه كان صديقاً للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، وكان أوباما حينها يدافع بوضوح عن حقوق الفلسطينيين. إلا أنه عندما دخل البيت الأبيض جمع حوله عصبة من المحافظين الجدد المساندين لإسرائيل، مثل رام صامويل.

 

الأكثر مشاركة