مليون ونصف المليون هاييتي مشردون بعد 6 أشهر من الزلزال
بعد ستة أشهر من وقوعه، مازالت معاناة عشرات آلاف العائلات في هاييتي مشردة تعيش في خيام ومراكز ايواء مؤقتة بانتظار انتقالها للعيش في بيوت وشقق دائمة. ففي العاصمة بورت اوبرنس يزدحم شارع ساحلي بطول كيلومترات عدة بعشرات الخيام التي تستر اعدادا كبيرة من تلك الأسر ليتحول الى بؤرة من الحياة والحركة التي لا تهدأ. وتتساءل الشابة جوديث غويلومي (32 عاماً) بكثير من الدهشة عن الأسباب التي تدفع المارة من ابناء المدينة الى الامتناع عن التوقف لتقديم المساعدة لأي طفل او امرأة او عجوز من سكان تلك الخيام.
وتقول بمرارة «أليست لهم قلوب؟ ألا يشعرون بالآخرين وآلامهم؟». واستناداً الى احصاءات تقريبية فإن 82 ألفاً فحسب من مليون ونصف المليون شردهم الزلزال المدمر، انتقلوا الى بيوت جديدة بينما تبقى العاصمة لوحة تتضمن اكثر من مشهد حي على الحياة القاسية بين الانقاض حيث الخيام وعلب الصفيح والكرتون العشوائية، وما بينها من ازقة ضيقة ومحرومة من الصرف الصحي ودورات المياه والمراكز الطبية.
ويقول مراقبون إن حكومة هاييتي تتحرك ببطء شديد لاتخاذ قرارات صعبة لكنها ضرورية بشأن الانتقال بالبلاد من حالة الطوارئ الى اعادة الإعمار، وان التعقيدات الخاصة بالعمليات اللوجستية وكيفية التخلص من بقايا الركام والطوب والاسمنت، تعرقل اتخاذ مثل تلك القرارات وسرعة التحرك.
كما تواجه الحكومة في بعض الحالات انقساما سياسيا بين اعضائها بين مؤيد ومعارض لانتقال بعض الأسر للعيش في بيوت متصدعة، ولم يلحق بها دمار كبير ولكن هناك شكوك من مدى ثبات ارضيـتها وتماسكها في سياق محاولات التخفيف من الأزمة.
وعلى الرغم من تركيز الرئيس الهاييتي رينيه بريفال، جهوده الشخصية على تنفيذ دعوته الى اعادة إيواء 11600 من اللاجئين الذين يعيشون في معسكرات خيام على مقربة من القصر الرئاسي في ضاحية فرونت ناشيونال، إلا انه بعد أكثر من شهر ونصف الشهر من اطلاق تلك الدعوة لم يتم نصب اي خيام جديدة في تلك الضاحية.
يشير مسؤولون من وكالات وجهات دولية الى عوائق عدة أخرى، مثل حسم المشكلات المتعلقة بملكية الأراضي قبل المباشرة في البناء، وتخليص المواد المستوردة من الجمارك، وعمليات التخزين والحفظ ، وضرورة الاستعداد الجيد لموسم الأعاصير الذي يقترب.
وتشكو جماعات انسانية من افتقار الحكومة استراتيجية واضحة لاختيار مناطق اعادة البناء وتنظيفها من بقايا الأنقاض. وفي هذا الشأن تقول الناطقة باسم منظمة اوكسفام الانسانية البريطانية في هاييتي جولي تشندال «اينما ذهبت يسألني الناس متى سنغادر هذا المخيم؟ وليس لدي أي جواب لأقدمه لهم، فهم يحتاجون الى من يتواصل معهم ويشرح لهم كيف ومتى ستحل مشكلة معيشتهم في المعسكرات المؤقتة».
غير أن مسؤولي هاييتي والأمم المتحدة يحثون اللاجئين على التحلي بالصبر في مرحلة ما بعد أكبر كارثة طبيعية في التاريخ الحديث، ويقولون إن هناك انجازات في التصدي للعنف والجرائم وتوفير الغذاء والماء والخدمات الطبية والخيام ، حيث يقول المبعوث الخاص للأمم المتحدة في هاييتي نيغل فيشر «لم تنتشر الأوبئة ولم يحدث أي انهيار للأمن او تقويض له». ترجمة: عقل عبدالله