اعتزال لاري كينغ خسارة فادحة
أخيراً خلع الإعلامي لاري كينغ حمالاته الشهيرة، وترك الميكروفون، واعلن اعتزاله الشاشة الفضية، وهو الذي لازمهما طوال نصف قرن من الزمان، وهو صاحب اطول برنامج تلفزيوني من دون انقطاع لربع قرن من الزمان، و هو الاعلامي والمذيع الاشهر الذي يتشكل ضيوفه من الرؤساء والمشاهير ونجوم الفن والمجتمع، وهو الذي اثر في عناوين الصحف ونتائج الانتخابات. صنع اسمه بنفسه، لم يدخل الجامعة، كان دائماً يعمل بصورة ارتجالية من دون أي تحضير، وهي الطريقة التي اتى بها الى محطة «سي ان ان» محطته الأخيرة، واعترف ذات مرة في تصريح بأنه في بعض الأحيان لا يقرأ كتب من يستضيفهم من الكتاب والمؤلفين، وتتشكل افكاره عن الحوار من خلال حديثه مع مضيفه.
كان يسعى للجلوس اليه المرشحون الرئاسيون وحكام الولايات رغبة في مضاعفة شعبيتهم، وبالتالي فوزهم في الانتخابات، وكان اخرهم الرئيس الأميركي الحالي باراك اوباما، وكانت الحال كذلك مع المشاهير بدءا من مقدمة البرنامج الشهيرة، اوبرا وينفري، والمغنية الشهيرة مادونا، وحتى المطربة الخليعة ليدي غاغا.
في اوائل عام 1992 ذهب الملياردير التكساسي الشهير روس بروت، لبرنامج «لاري كينغ على الهواء»، متخذاً منه دعاية للدخول في السباق الرئاسي للبيت الأبيض، وكانت عبارة عن خطوة ذكية منه، واستطاع بروت ان يكسب 19٪ من الأصوات في انتخابات ذلك الخريف، التي تعد اكثر الأصوات التي كسبها حزب ثالث في الولايات المتحدة منذ ما يزيد على 80 عاما. يمكننا القول ايضا ان لاري كينغ مسؤول عن ظهور اتفاقية النافتا (اتفاقية شمال اميركا للتجارة الحرة بين اميركا وكندا والمكسيك).
بدء السحر يخبو مع مرور الوقت، واصبحت المنافسة شرسة لكل من كينغ و«سي ان ان،» اذ خرجت كل من «فوكس نيوز»، و«ام اس ان بي سي»، منافسين شديدي المراس. وبدا ان كينغ ليس سوى صوت واحد من بين عشرات الاصوات الاعلامية العالية لكل من اليمين واليسار، وظهر جيل جديد من الضيوف المتحدثين. وتناقص عدد المشاهدين لبرنامجه في الربع الثاني من هذا العام الى اقل من 700 الف وهو الأقل خلال عقد من الزمن. عندما اعلن عن اعتزاله العمل كان اول من اتصل به ليقول له وداعا هي نانسي ريغان، زوجة الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان، قالت له مداعبة «لم تتصل بي حتى تأخذ الإذن بالمغادرة، حبي لك لاري وسنفتقدك». وكذلك سيفتقده الإعلام والمشاهدون كثيراً.