كثيرون منهم مدمنو كحول ومخدرات.. وموتاهم يدفنون في مقبرة مجاورة
7000 طفل آسيوي يعملون في مناجم الهند
على الرغم من حظر عمل الأطفال في الهند وإلزام العائلات بتعليم أبنائهم، إلا أن عددا كبيرا منهم يمتهن أعمالا شاقة وخطيرة. ولا تقتصر المعاناة على الأطفال الهنود حيث تستقدم شركات التنقيب عمالا من الدول المجاورة أيضا، مثل بنغلاديش والنيبال. وفي مقاطعة ماغلايا تنتشر صناعة الفحم بشكل لافت وتكاد تكون المورد الوحيد لأغلب العائلات في القرى الجبلية. ويوجد بين عمال المناجم في المقاطعة أطفال تراوح أعمارهم بين 14 و15 عاما. وحسب منظمة «امبالنس نتورك» الحقوقية، فإن عددهم يتجاوز 7000 طفل يعملون في مناجم تفتقد أدنى معايير السلامة والأمان، تشبه جحور الجرذان.
وترى منظمة الأمم المتحدة أن تشغيل الأطفال في مهام شاقة يعتبر بمثابة «استعباد»، وخصصت يوم 12 يونيو الماضي ليكون اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال.
ويقول بعض الأطفال في ماغلايا ان المناجم توفر لهم فرصة لكسب المال والاستعداد لحياة نشطة في المستقبل. وتفضل شركات الفحم تشغيل رجال وأطفال عوض شراء آلات الحفر والتنقيب من أجل خفض تكاليف الانتاج.
وفي الصباح الباكر ينزل العمال في المنجم إلى عمق 70 مترا تحت الأرض، وينقسمون إلى مجموعات صغيرة، ويتعاون الأطفال على جر العربات.
ويعانون صعوبة التنفس بسبب نقص الأوكسجين في مسالك لا تتسع إلا لمرور شخص واحد، ومع ذلك يستمر العمال الصغار في العمل من دون توقف لأنهم يتقاضون أجورهم مقابل الكمية التي ينتجونها. وتتقاضى هذه السواعد الصغيرة ما بين سبعة و16 دولارا في اليوم الواحد.
ويقول العامل النيبالي الصغير بيجاي راي «الأجرة اليومية في المنجم أكبر بكثير مما يمكن أن نتقاضاه في أي عمل في النيبال». إلا أن راي وغيره من الأطفال لم يتمكنوا من توفير مبلغ من المال بسبب غلاء المعيشة. ويستعين العمال بالكحول والمخدرات للتغلب على مشقة العمل في المناجم.
طفولة ضائعة
تجمع الطفلة سوليخا (ثماني سنوات) بيديها العاريتين كومة من قطع الحديد لتجمع في النهاية كمية من هذه المادة، وتتقاضى مقابلها 50 روبية هندية في اليوم، أي ما يزيد قليلا على دولار أميركي واحد. وبسبب وقوفها وعملها الدائم بين أكوام الحديد، صارت سوليخا تعاني من بعد الأمراض، وأوصى الطبيب المحلي بضرورة خضوعها للعلاج، لكن عمتها شوبا قالت «لا نستطيع تحمل تكاليف العلاج»، حيث إن هذا العلاج يتكلف أكثر من 2000 روبية إضافة إلى الأدوية. قصة سوليخا ليست فريدة من نوعها اذ إن الطفولة تتلاشى بالنسبة إلى ملايين الأطفال العاملين في مناجم التعدين في الهند، فهناك طفل آخر يدعى رافي (تسع سنوات) اعتاد حمل حوض ممتلئ بكتل الحديد الخام فوق رأسه، ويزن هذا الحوض نحو 10 كيلوغرامات، يقول رافي إن ذلك يؤلمه لكنه لا يستطيع أن يشكو لأن عدم وجود عمل يعني عدم وجود طعام لأسرته التي تتكون من ستة أفراد، ويتقاضى رافي 75 روبية مقابل العمل لمدة ثماني ساعات في اليوم. |
يبدو على سندار تمانغ علامات الإرهاق وكأنه في العقد الخامس من العمر. ويقول تمانغ (15 عاما) انه هرب من منزل عائلته في النيبال منذ ستة أشهر معتقدا أن «المناجم تدر ذهبا في الهند»، حسب مديرة منظمة «امبالنس نتورك» حسينة كربيه.
ولكي يتمكن الطفل من أن يعود إلى عائلته يتعين عليه دفع 185 دولارا للوسيط الذي سهّل له المجيء إلى الهند. ويحصل الأطفال الذين يعملون على مستويات عميقة في المناجم، على أجور عالية، ولكن مع احتمال التعرض للحوادث والاختناق. وأحيانا تخرج عربة عن مسارها فتسقط إلى الأسفل وتحصد أرواح عدد من العمال في طريقها.
ويقضي البعض في انهيارات المناجم أحيانا وخلال موسم الأمطار حيث تغرق السيول كل ما في الأنفاق الضيقة. وفي حال تم التعرف الى جثث الضحايا فإن إدارة المنجم تقوم بنقل جثة الطفل إلى ذويه، أما إذا لم تعرف هوية المتوفى فإن جثته تدفن في مقبرة مجاورة، قامت الجالية النيبالية بشراء الأرض التي أقيمت عليها. ويقول عامل ان «الموت يلاحقنا داخل المنجم». في حين يعبر آخر عن خوفه من المجهول قائلا «أخشى الاختناق كل مرة أنزل فيها إلى الأسفل. إنه شعور مرعب ولكن يجب أن أتغلب عليه».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news