إنترفيـــو

مسعد أبوفجر: بدو سيناء ضد الصدام.. واستقرارهم جزء من نهضة مصر

مسعد أبوفجر

قال الأديب والناشط السيناوي مسعد أبوفجر، في حوار له مع جريدة «المصري اليوم» عقب الإفراج عنه بعد اعتقاله لأكثر من عامين، إنه لا يوافق على سحب ملف سيناء من يد الداخلية المصرية، وأكد ان بدو سيناء ضد النهج التصادمي وراغبون في حل سلمي لقضاياهم، وتالياً مقتطفات من الحوار.

- هل تعرضت لمضايقات داخل المعتقل؟ وماذا عن تجربتك خلال فترة الاعتقال؟

-- ما يحدث في السجون المصرية حرام، فاستقبال المساجين يتميز بالوحشية، ولم أكن أرى الشمس إطلاقاً سوى عند زيارة أسرتي، ونبقى في الزنازين أكثر من 20 يوماً، ويقتصر خروجنا على المتر الفاصل بين الزنازين التي تملأها رائحة الموت. لكن أسوأ ما في المسألة التفتيش الذي تتعرض له السجون، حيث يتم التعامل معنا كأشياء أو حيوانات، يجمعنا الجنود بالعصي ويتم إخراجنا من العنابر إلى الممرات وأيدينا فوق رؤوسنا ونقوم بتجميع كل محتويات الزنزانة في كومة حطام ونمضي يوماً كاملاً بحثاً عنها بعد ذلك، إنها أوضاع لا إنسانية ولا تتناسب مع وطن اسمه مصر. تم وضعي مع محكومين بالمؤبد، ولك أن تتخيل أن الزنزانة المخصصة لثمانية أفراد يقيم بها أكثر من ،60 والنوم ورديات بالدور.

- كيف ترى قرار الإفراج عنك في هذا التوقيت؟

-- الحكومة أدركت حجم خطئها مع البدو، وأدركت أنها أمام نتائج دراماتيكية، قد تؤدي إلى حرائق. كما أن الإفراج عني جاء نتيجة جهود مؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الصحف المستقلة وجهود منظمات حقوق الإنسان المصرية والدولية التي أسهمت بشكل كبير في إبراز الحراك على أرض سيناء .

- ما رؤيتك لمستقبل سيناء في المرحلة المقبلة؟

-- لا أميل إلى الصدام ولا أدعو إليه، وليست لدينا أي شهوة فيه ولسنا إلا جزءاً من مشروع التعبير المصري، وسنواصل اتصالنا السلمي من أجل حقوقنا في إطار إيماننا بمصريتنا التي أشعر بها الآن أكثر من أي وقت مضى، فالشعب المصري هو السبب الرئيس في الإفراج عني وهو ما نعول عليه المرحلة المقبلة في الدفع بالأوضاع نحو الاستقرار الحقيقي، فسيناء ليست إلا جزءاً من مشروع نهضة مصرية وديمقراطية حقيقية في إطار مشروع قومي.

- هناك من يطالب بسحب ملف سيناء من يد وزارة الداخلية وإسناده لجهات أخرى؟

-- لالا.. أنا لست مع هذا الرأي. فمن غير المعقول أن تتحول إلى عسكرة الإدارة. أنا داعي دولة مدنية. صحيح هناك حاجة ملحة لفرملة وزارة الداخلية في إطار القانون والقضاء وإن كانت هذه المنظومة أصعب من أن تقوم بذلك الآن، لكن أرى أنه ليس هناك مبرر لعدم قيام الأجهزة العاقلة الأخرى داخل النظام بدورها. ملف سيناء كغيره يمكن إصلاحه بسهولة، فالأحكام الغيابية لا تعني أننا أمام مجرمين وعلى من قام بهذا السحر الأسود أن يخلصنا منه، فمعظم الأحكام صدرت ضد من هرّبوا السلع إلى قطاع غزة المحاصر عبر الأنفاق، التي قد لا أتفق معها، لكني لا أستطيع أن أخرج البدوي عن وعيه وأطالبه بالاتصال السلمي من أجل فتح معبر رفح، فهو لا يعرف سوى العمل المباشر لإمداد قطاع غزة بحاجاته اليومية، ولا شك أنهم مخطئون في ما يقومون به ولكنهم ليسوا مجرمين.

- وماذا عن مشروعاتك الأدبية؟

-- ستصدر لي قريباً رواية «كمائن متحركة» وهي ترصد أوضاع سيناء وما حدث فيها، وعن تجربتي في النضال والاعتقال والموقف الحضاري للبدوي السيناوي المحاصر بمفاعلات نووية من ناحية، وبشك في انتمائه والريبة منه من ناحية أخرى.

 

تويتر