لديها اتفاقات سرية مع الأمن.. وتحمي أنشطة القمار والدعارة

الـ «ياكوزا».. مافيا يابانية تتخفى خلف واجهات رياضية

الرياضيون ضحايا الرهانات وغيرها من أعمال الجريمة المنظمة في اليابان. أرشيفية

سلّطت الفضائح الأخيرة في اليابان الضوء على عناصر المافيا اليابانية، التي تتخذ من الرهانات الرياضية واجهة لإخفاء نشاطاتها الإجرامية. ويقول مراقبون إن المافيا اليابانية التي تعرف باسم «ياكوزا»، وهو مصطلح عام يطلق على المنظمات الإجرامية في اليابان، تنشط في مجالات مختلفة، فضلاً عن إشرافها على القمار في نوادي «السومو» الرياضية. وبعد عقود من الاتفاق غير المعلن بين قادة الياكوزا وأجهزة الأمن، الذي أدى إلى استفحال ظاهرة القمار والنشاطات المشبوهة في الملاهي الليلية ونوادي القمار، وكذا انتشار ظاهرة الاتجار في البشر والدعارة، تقوم الشرطة حالياً بمداهمة أوكار العصابة في محاولة للقضاء على هذه الامبراطورية الموازية. ويبدو رئيس الشرطة اليابانية الجديد، تاكاهورو اندو، عازماً على محاصرة عناصر المافيا ووقف تغلغلها في المجتمع الياباني. ويقول اندو «نريد منهم أن يختفوا من مجتمعنا»، مشيراً إلى أن استراتيجية الأمن الجديدة ستختلف تماماً عن الفترات السابقة.

80 ألف عنصر

تضم ال«ياكوزا» أكثر من 80 ألف عنصر يشكلون عدداً من العصابات التي تعمل في شتى أرجاء البلاد. وينتمي نصف هؤلاء إلى عصابة تسمى «ياماغوشي غومي»، التي يعتبرها المختصون أكبر العصابات الإجرامية في العالم. وتبدو نشاطات هذه العصابات العائلية قانونية في الظاهر. ويقتصر دورها الاجتماعي على الدفاع عن سكان الحي ضد اللصوص والأعمال التخريبية التي يقوم بها جماعة من الخارجين عن القانون، يمتطون الدراجات النارية الصاخبة في المدن الكبرى. وتقوم هذه الجماعات بالدفاع عن الحي مع التزامها بعدم الإخلال بالأمن العام.

إعلانات

ميثاق شرف

يخضع رجال الـ«ياكوزا» لمبادئ صارمة، ولديهم «ميثاق شرف» يلتزمون به إلى حد الموت، ويضعون وشوماً مختلفة على أجسادهم. ويعاقبون أنفسهم بقسوة للتكفير عن أفعالهم. ويتوزع أفراد «ياكوزا» على نحو 2000 عشيرة تسمى «كومي». وتختلف المصادر في عدد المنتسبين إليها، وتشير إلى أن أغلب البيانات تشير إلى أن عدد عناصر العصابات يناهز الـ100 ألف ينتشرون في أغلب المدن اليابانية الكبرى.

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/273000.jpg

تمتلك العصابات مكاتب خاصة ومدرجة ضمن قوائم الدليل الهاتفي، وتعقد مؤتمرات صحافية للإعلان على شعاراتها وأسمائها التجارية. في المقابل تضمن للشرطة عدم تورطها في الجريمة المنظمة، والوصول إلى المعلومات التي بحوزتها إذا طلبتها منها أجهزة الأمن، وفي حال سقط مدنيون في صراعات بين العصابات تكشف هذه الأخيرة للشرطة تفاصيل الحوادث. ويوجد لدى بعض جماعات الـ«ياكوزا» نظام بنكي خاص، يستطيع أي شخص أن يقترض بواسطته من العصابة المبلغ الذي يريده، على أن يسدده في الموعد المحدد وبالفوائد المتفق عليها. وتكون عواقب تأخير تسديد المبلغ وخيمة، وبعد مرحلة المضايقات الأولية، يلجأ رجال العصابات في النهاية إلى التخلص من «العميل»، ثم يطال الأذى عائلته.

عائلات الشرطة

يقول الكاتب المتخصص في شؤون اليابان، جايد ادلشتاين، «واجهت الشرطة صعوبات كبيرة أثناء التعامل مع العصابات». موضحاً «هناك سلوك عدائي ضد الشرطة، إذ لا يسمح للمحققين الدخول إلى مكاتب العصابة أو الحصول على اعترافات». وذكر ادلشتاين انه خلال مداهمة الشرطة مكتب إحدى العصابات وجدت فيها صوراً لضباط الشرطة وعائلاتهم. وأعطيت تعليمات للشرطة أخيراً بمداهمة مكاتب العصابات في حال وجود اشتباه بنشاطات مخالفة للقانون. وتتخذ الـ«ياكوزا» رياضة السومو ستاراً تختفي وراءه لجني الأموال من خلال تنظيم عملية القمار وتمويه نشاطاتها المشبوهة. وتندلع أحياناً صراعات بين العصابات تنتهي بتصفية عناصر منها. ومن الحوادث التي شهدتها مدينة ناغويا قبل سنوات مقتل زعيم عصابة على يد قائد عصابة «ياماغوشي غومي»، كينشي شينودا، الذي ينهي فترة سجنه العام المقبل. ويتم التحضير لإطلاق سراح شينودا من طرف أنصاره، ونقل المقر الرئيس للعصابة إلى ناغويا. ويقول عضو سابق في العصابة إن الشرطة متأهبة استعداداً لمواجهة أي مستجدات بهذه المناسبة غير السارة.

 

تويتر