المرصد
حرية.. وأمن قومي
كان طبيعياً أن يصبح مشروع المركز الإسلامي قرب غراوند زيرو في مركز التجارة العالمي في نيويورك الذي دمرته هجمات سبتمبر 2001 بؤرة استقطاب اعلامي في الولايات المتحدة، بسبب التزاحم الكثيف في تصريحات السياسيين الأميركيين بين مؤيد ومعارض ومتردد.
كان واضحاً أن مشروع دار قرطبة الذي يتضمن مسجداً أحد موضوعات الصدارة في لقاءات الأسبوع الماضي، فلم يلتزم اعلاميون كثر بقواعد الحياد الصحافي والمهني، ما ولد أجواء إعلامية وسياسية مليـئة بالعواطف والاثارة تغذي ظاهرة «الاسلاموفوبيا» وتتميز بالتخويف من كل شيء له صلة بالإسلام والمسلمين.
فريق من المراقبين ذهب الى اعتبار المسألة أشبه بحرب وقالوا ان من الطبيعي ألا يلتزم الإعلام بالحياد لأنهم أما م قضية وطنية واضحة تمس وترين حساسين - هما الدين والسياسة - عند الاميركيين جميعاً، وبالتالي ليس هناك اي معنى أو مبرر لهذا الحياد.
مراقبون في واشنطن قالوا إن موقف الرئيس باراك أوباما المؤيد للمشروع رغم تراجعه الجزئي لاحقاً، فتح باب الجدل والتأجيج، أما وسائل الإعلام المحافظة والمحسوبة على الحزب الجمهوري والمتدينين المسيحيين مثل محطة تلفزيون «فوكس نيوز» التي بثت تصريحات لمعلقين ومشرعين جمهوريين كالوا الانتقادات لموقف اوباما، إذ ذهب بعضهم الى القول ان هذا الموقف يظهر ان أوباما ليس ملتصقاً بالشعب الأميركي.
لقد تعززت أجواء التأجيج جراء نشر الاخبار المنحازة والمثيرة ذات المغزى مثل تلك الخاصة بالاستفتاءات التي تؤكد وجود نسبة عالية من الأميركيين يعارضون بناء المسجد، ومع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر المقبل، انضم إلى النقاش سياسيون يريدون تحسين مواقعهم.
صحيفة «واشنطن بوست»، من جانبها، مالت الى قبول ما أقدم عليه الصحافي والاكاديمي الاميركي المسلم من اصل هندي فريد زكريا رئيس تحرير مجلة «نيوزويك» من إعادة الجائزة التي قدمتها له الرابطة اليهودية الأميركية لمكافحة التشهير وتشويه السمعة بسبب تأييدها لمنع بناء المسجد، وقالت إن موقف الرابطة من المسجد غريب ومستهجن ويناقض الاسس التي قامت عليها والمبادئ والقيم التي تروج لها. أما صحيفة التابلويد «نيويورك بوست» فقالت بقدر واضح من العدوانية والاثارة «لا تحرفوا النقاش عن المسجد فالموضوع ليس عن حرية الأديان ولكن عن أرواح المدنيين الأبرياء الذين قتلوا في 11 سبتمبر وحركة حماس تؤيد بناء المسجد في غراوند زيرو».
عموماً لايزال الجدال والاستقطابات الإعلامية مستمرة، وعين العالم على المشكلة ذاتها، وقلوبه معلقة بتاريخ 11سبتمبر المقبل الذي بالمصادفة سيوافق أيام عيد الفطر المبارك، ولحظتهاسيكون القول الفصل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news