رومانيا تواجه خطر انتشار الإيدز من جديد
بعد ان كانت رومانيا نموذجا أوروبيا لمعالجة ومحاربة مرض نقص المناعة المكتسبة (ايدز)، تواجه الجمعية الرومانية ضد الإيدز، وهي الجهة المنوط بها مكافحة الإيدز في البلاد في الوقت الجاري، مشكلة تتعلق بتمويل عمليات الحماية والمعالجة، ويخشى الخبراء ان يتسبب ذلك في انتشار المرض عبر البلاد من جديد، ومنه الى بقية دول القارة الأوروبية.
ولهذا السبب ابتكرت الجمعية أسلوباً نوعياً يتمثل في توزيع ابر الحقن المعقمة على مدمني المخدرات واطفال الشوارع والمشردين ومعظمهم من الغجر، ومن مدمني الهيروين، وتعد هذه الخدمة مهمة للغاية لحماية 17 الف مدمن كي لا يتشاركون في الإبرة نفسها لحقن انفسهم بالمخدرات، اذ ان هذه الفئة هي الأكثر عرضة للإصابة بمرض الايدز من بين سكان العاصمة بوخارست.
وفي الوقت الذي تحولت فيه انظار العالم الى انتشار الإيدز في افريقيا لم تعد رومانيا جبهة لمكافحة هذا المرض، واصبح تناول المخدرات عن طريق الحقن يعمل على تسارع خطى انتشار الإيدز عبر اوروبا الشرقية ووسط اسيا. ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز فإنه ومنذ عام 2001 ارتفعت معدلات الإيدز في هذا الإقليم بنسبة 66٪، اذ وصل عدد المرضى الى 1.5 مليون مريض. وفي روسيا هناك 160 شخصاً يصابون بالإيدز كل يوم، ووصلت سن الوفاة لدى المصابين بالإيدز الى 32 عاماً فقط، وان 70٪ من مدمني المخدرات بالحقن في اوكرانيا مصابون بالإيدز.
وحتى الآن تعد رومانيا حالة استثنائية، اذ تعد الأدنى معدلاً في حجم المصابين بالإيدز، اذ ان المنظمات الرومانية غير الحكومية هي الأولى في الإقليم التي تبتكر مثل هذه البرامج في مكافحة الإيدز التي تستهدف الفئات المعرضة من المجتمع، اذ استطاعت بفضل هذه البرامج المحافظة على الإيدز الى اقل من نسبة 1٪ بين مدمني المخدرات الذين يستخدمون الإبر.
وتم توزيع اكثر من 1.6 مليون ابرة العام الماضي لما يصل الى 7500 مدمن.
بيد ان ازمة التمويل التي تلوح في الافق قد تجعل كل هذه الجهود تذهب هدرا، وكانت المنظمات الحكومية تعتمد في الماضي على المانحين الدوليين، الا انه بعد انضمام رومانيا الى الاتحاد الأوروبي لم تعد رومانيا ضمن قائمة الدول النامية وفقاً لتصنيف البنك الدولي، وفي يونيو الماضي توقف التمويل الذي يقدمه صندوق الأمم المتحدة للأطفال (يونسيف)، ومعهد المجتمع المفتوح، والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.