عمال قصب السكر في نيكاراغوا يطالبون بإنصافهم صحياً وبيئياً
في تشيتشغالبا أشد المناطق حرارة في نيكاراغوا، اعتصم عمال قصب السكر السابقون امام مدخل مطحنة القرية، بعد أن نصبوا الخيام ورفعوا الرايات لجذب الانتباه الى بلواهم بعد انتشار مرض الكلى بين العاملين السابقين، وللاحتجاج على رفض شركة انجينيو سان انطونيو للسكر، الاعتراف بمسؤوليتها، وهم يواصلون الاعتصام بعد تشخيص مرض بولي مزمن لديهم، أو لوفاة الكثير منهم بسبب المرض. وعندما تم تشخيص المرض البولي لدى العمال من قبل اطباء الشركة، تم طردهم من العمل، الأمر الذي جعلهم غير مؤهلين للعلاج في عيادة الشركة. وانضم هؤلاء الى بعضهم بعضا طلباً لإنصافهم بعد مشاهدة رفاقهم يموتون امامهم. وقال خوان سالغادو عضو قيادة المعتصمين الذين اطلقوا على انفسهم اسم «اتحاد تشيتشيغالبا من اجل الحياة»، إنه ورفاقه يقومون بدفن احد العمال السابقين بمعدل عامل كل اسبوع. وتعزو قيادة الاعتصام اصابة العمال بالمرض الى تعرضهم الى سماد كيماوي تطلب منهم شركة انجينيو سان انطونيو استخدامه عند زراعة قصب السكر.
ويتسرب السماد من الحاويات على ملابس العمال ويصل الى جلود العمال. وقدم عدد من العمال السابقين شهادتهم بأنه طُلب منهم حرق الحاويات الاصلية التي كانت تحوي مواد كيماوية. ولم تفصح الشركة عن ماهية هذه المادة الكيماوية التي يستخدمها العمال. ويتم تخصيص السكر الذي تنتجه شركة انجينيو انطونيو من اجل التصدير، ولكنه يستخدم ايضاً من اجل صنع مشروب الروم الكحولي الذي تشتهر به نيكاراغوا. وقد بدأت أخيراً الاستثمار في انتاج مادة الايثانول.
قوانين وقروض
تعتبر انجينيو سان انطونيو جزءاً من شركة السكر النيكاراغوية المحدودة، التي تلقت في اكتوبر من عام 2006 قرضا بقمية 55 مليون دولار من صندوق النقد الدولي، وهو ذراع البنك الدولي الذي يقدم القروض للقطاع الخاص. وقبل زمن طويل من الموافقة على القرض كان العمال السابقون من تشيتشيغالبا يحتجون على الوضع البيئي المدمر، وعلى ممارسات الشركة نحو العمال، ولكن نظراً الى أن الشركة جزء من مجموعة شركات ضخمة تابعة لنيكاراغوا، فقد تجاهلت الوكالات الحكومية، ووسائل الاعلام المحلية احتجاجات العمال.
ويقول العمال السابقون وأفراد من المجتمع المحلي إن شركة سان أنطونيو تنتهك ليس قوانين ظروف عمل العمال ومنع تلوث البيئة وصحة المجتمع، وإنما القوانين الوطنية في نيكاراغوا ايضاً، وإنها تفعل ذلك قبل حصولها على القرض بزمن طويل.
تهديدات وفتات
يطالب عدد من المعتصمين بمنحهم امكانية العلاج في عيادات طبية خاصة، وتعويضات للنساء الأرامل والأطفال. ويطالبون بأن تقدم الشركة ظروف عمل افضل، بحيث يتم حمايتهم من التعرض للمواد الكيماوية. ولكن الشركة رداً على هذه المطالب قامت بتهديد العمال الحاليين بمنعهم من الحديث الى الصحافيين الأجانب ومطالبتهم بالتوقيع على بيان يؤكدون فيه انهم لا يوافقون على طلبات الشكاوى ومطالب العمال السابقين وأفراد المجتمع المحيط.
وبعيداً عن المطحنة ذاتها، فإن التجمعات السكنية التي يحيط بها حقول قصب السكر تعتمد عليها للحصول على العمل اليومي، كما انهم يشعرون بالآثار السلبية لهذه الصناعة. وذكرت تقارير عدة تأثر البيئة المحلية من المواد الكيماوية، كما ان عمليات حرق قصب السكر تسبب ضرراً لأجهزة التنفس.
وردت الشركة على هذه الشكاوى بأنها اقامت مشروعاً خيرياً في التجمعات الفقيرة والمتأثرة من صناعة السكر، والذي يتضمن بناء مدارس وتقديم حقائب مدرسية لجميع الأطفال. ويعتقد البعض أن رد الشركة ينطوي على اهانة. وقالت سونيا ماتيوت وهي مديرة مدرسة في الحي مصابة بمرض في الجهاز التنفسي بسب حرائق القصب: «انهم يشتروننا». وانضمت هذه التجمعات السكنية مع بعضها كي ترفع دعوى لمطالبة صندوق النقد الدولي للضغط على شركة السكر في نيكاراغوا كي تلتزم بأنظمة وقوانين البيئة والعمل.