الهجوم على سقطة «الأهرام» يتواصل

بعد أكثر من أسبوعين على نشر صحيفة الأهرام المصرية، أقدم صحف العالم العربي وأعرقها، صورة تلاعبت فيها بترتيب الزعماء الذين شاركوا في إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. ما زال سيل عارم من الانتقادات يتدفق على هذه الصحيفة، إذ اجمع المنتقدون من صحافيين وإعلاميين ومثقفين ومشتركين في موقع «فيس بوك»، وأصحاب مواقع ومدونات على الانترنت، على ان ما أقدمت عليه كان سقطة مهنية لا يمكن غفرانها بسهولة من صحيفة لها سجلها العريق وتاريخها الطويل في عالم الصحافة العربية. وقالت «الغارديان» البريطانية على سبيل المثال إن إقدام «الأهرام» على تعديل الصورة الاصلية التي بثتها وكالة رويترز للقادة المشاركين في إطلاق مفاوضات سلام الشرق الاوسط في البيت الأبيض، بهدف إظهار الرئيس المصري حسني مبارك في مقدمة الزعماء الآخرين بدلاً من الرئيس الأميركي باراك أوباما في الصورة الأصلية، تعبير عن رأيها القائل إن مبارك هو الأنسب للمقدمة، وأن هذه الصحيفة القومية مشهورة بمجاملتها الطويلة والكثيرة للرئيس المصري وحاشيته وحكومته، ولديها سجل حافل في تحسين صور النخبة السياسية في مصر وتلميعها.

كما سارعت صحف مصرية مستقلة الى انتقاد التلاعب الذي قامت به «الأهرام»، ومنها التي اعتبرته فبركة رخيصة على حساب النزاهة المهنية، ومنها التي اعتبرته محاولات مكشوفة لتلميع صورة الرئيس مبارك وتحسين شعبيته، التي قالت انها تدنت كثيراً في السنوات الاخيرة بسبب الأزمات الاقتصادية التي تعيشها مصر سياسياً واقتصادياً، والجدل الدائر حول قضايا شائكة مثل التغيير السياسي والديمقراطية، وما يرتبط بها من قضايا مثل توريث الحكم لجمال مبارك، والاستعدادات الجارية للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة العام المقبل، والعقبات التي يضعها الحزب الوطني الحاكم أمام الراغبين في ترشيح انفسهم سواء لعضوية مجلس الشعب أو للرئاسة.

وقال صحافيون مصريون وعرب يمكن لـ«الأهرام» ان تقدم للقارئ الترتيب الذي تريده بحيث تضع مبارك في المقدمة، لكن واقع الحال يثير شكوكاً وتساؤلات كثيرة حول ما اذا كان الرئيس المصري يقوم بالدور الرائد والقيادي في تأثيره في احداث المنطقة ومجرياتها، وأمام الحرج المتزايد الذي وجدت «الاهرام» نفسها في مواجهته دافع رئيس تحريرها أسامة سرايا عن نشر الصورة المعدلة التي يبدو فيها مبارك في الطليعة وهو يتقدم كلا من اوباما والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال إنها كانت صورة تعبيرية عن الموقف السياسي الدقيق لمكانة الرئيس مبارك وموقعه في القضية الفلسطينية.

 

الأكثر مشاركة