سياسة «الطفل الواحد» في الصين وراء ظاهرة الاختطاف
تتزايد ظاهرة اختطاف الأطفال بشكل مريع في الصين، إذ يتم بيع الذكور منهم للأزواج العقماء الأثرياء الباحثين عن ابناء يرثون ثروتهم، اما الفتيات فيتم بيعهن للعصابات التي تبيعهن بالتالي لبيوت البغاء ليصبحن في ما بعد باغيات او زوجات في المناطق الريفية. ويبدو ان سياسة «الطفل الواحد» في الصين اصبحت سبباً في نقص مريع للعنصر الأنثوي في كثير من قطاعات المجتمع، لاسيما في المناطق الريفية، ولهذا السبب يتم بيع بعضهن لهذه المناطق ليصبحن زواجات في ما بعد.
ويتم بيع الطفل الذكر بسعر يصل الى 4000 جنيه استرليني، بينما لا يزيد سعر الفتاة على 300 استرليني فقط. وتنتهي الحال بالكثير من الاطفال الذكور بالعمل في مصانع الطوب ويتحول بعضهم الى شحاذين في المدن الكبيرة على الساحل الشرقي من البلاد، وكثيراً ما يتم اختطاف الأطفال لبيعهم لدور الايتام، التي تبيعهم في الخارج من اجل التبني.
ومن اجل ذلك تجمع آباء الأطفال المفقودون في العاصمة بكين للتظاهر تحت انظار الشرطة، من اجل لفت نظر السلطات لما يجري، واتفق الآباء للتجمع هناك من خلال موقع إلكتروني يطلق عليه «طفلي عد الى المنزل»، الذي رصد اكثر من 2000 طفل مفقود. ويقول احد الآباء «لا يمكننا ان نجلس أنا وزوجتي في المنزل في انتظار الشرطة، لكي تعيد لنا طفلنا، فكلما اطلنا الانتظار تلاشى الأمل في العثور على الطفل».
تقول احدى الأمهات من اقليم شانكسي فقدت ابنتها منذ ،1997 ولاتزال تبحث عنها منذ ذلك الوقت «كانت ابنتي في الثامنة عندما اختفت، ومن المفترض ان تكون الآن في الـ21 من عمرها». وفي أبريل من العام الماضي استجابت السلطات لهذه النداءات وشنت حملات على عصابات الخطف، وتقول السلطات إن هذه الحملات أدت الى تفكيك ما يصل الى 2400 عصابة خطف، واعتقال 16 الفاً من افرادها. بيد ان تقرير وزارة الخارجية الاميركية بشأن المتاجرة في البشر لعام ،2010 يقول انه على الرغم من هذه الجهود الكبيرة، فإن الحكومة الصينية لم تلتزم بأدنى معايير القضاء على المتاجرة في البشر، ويقول التقرير إن هناك الكثير من التقارير عن اطفال يتم اجبارهم على ممارسة البغاء. ولم تفصح الحكومة الصينية عن عدد المخطوفين بيد ان تقريراً بريطانياً مصوراً يقول إن 70 الف طفل يتم اخطافهم من الشوارع سنوياً في الصين.