دبلوماسي أميركي: «ويكيليكس» تمت بسبب أحداث 11 سبتمبر
أثارت تسريبات موقع ويكيليكس على الإنترنت زوبعة سياسية كبيرة، ويرى السفير الأميركي السابق إلى ألمانيا، جون كورنبلوم في حواره مع مجلة دير شبيغل الألمانية، أن موجات الصدمة ستتلاحق مستقبلاً، ويعتقد الدبلوماسي المخضرم أن سرقة بيانات حساسة يمكن أن تحدث في أي مكان وليس في الولايات المتحدة فقط، وقد وقعت بسبب أحداث 11 سبتمبر، ورغبة العالم في التعاون المعلوماتي ضد الإرهاب. تالياً مقتطفات من الحوار.
ماذا يعني تسريب 250 ألف وثيقة سرية بالنسبة للسياسة الأميركية الخارجية؟
أتوقع أننا سنرى كماً هائلاً من الدراما، وتجريم سرقة أرشيف سري له ما يبرره، ونشر مثل هذه الوثائق من شأنه أن يحدث ضرراً كبيراً بعلاقات التعاون بين الدول، وفي بعض الدول يمكن أن يؤثر سلباً في معنويات الأشخاص الذين وضعوا ثقتهم في الولايات المتحدة. أتمنى أن تفكر الجهات التي تطبع وتنشر هذه الوثائق بما في ذلك «دير شبيغل»، ملياً قبل أن تنشر الوثائق. إن نشر الأسرار بشكل عشوائي لا يخدم بالضرورة المصالح الدولية.
كيف يمكن للدبلوماسية الأميركية أن تعيد ثقة حلفاء الولايات المتحدة؟ وهل سيتحدث إليهم الناس بصراحة مرة أخرى؟
بعد انتهاء الإثارة ستعود الأمور إلى مجرياتها مجدداً. لا أعتقد أن هناك تغييرات على المدى الطويل في ما يخص الدور الأميركي في العالم، ستكون الحكومات الأخرى حذرة في تبادل الكثير من المعلومات مع واشنطن، وفي الوقت نفسه، ومن خلال قراءتنا البرقيات سندرك إلى أي مدى يمكن أن تكون الدبلوماسية صعبة ومحبطة، ولماذا يتعين علينا الحفاظ على السرية، والدبلوماسيون هم مثل السياسيون والصحافيون. إنهم بشر أيضاً، إنهم يحبون تبادل أحاديث النميمة.
هل تعتقد أن وزارة الخارجية ستتخذ المزيد من التدابير الأمنية لمنع تكرار التسريبات؟
مثل هذه التسريبات تعتبر جزءاً من الحياة الدبلوماسية لقرون، وفي المستقبل ستكون أكثر حدوثاً على الأرجح. إن هذا التسريب كان منتظرا، وقد يحدث بسهولة في أي مكان آخر، بما في ذلك في ألمانيا.
ولماذا ذلك؟
تمت سرقة الوثائق من موقع أميركي رسمي على الإنترنت، ويعتقد أن 2.5 مليون شخص يدخلون هذا الموقع، وبعكس ما هو متوقع، لقد تم وضع هذا النظام عقب أحداث 11 سبتمبر الأليمة، من أجل تحسين التعاون الدولي، من خلال إتاحة المعلومات المتعلقة بالإرهاب بشكل واسع، بالتأكيد لا يوجد نظام آمن على وجه الأرض يمكنه أن يضمن سلامة شبكة معلوماتية تتيح لهذا العدد من الناس الوصول إلى مثل هذه المعلومات الحساسة جداً. وفي ظل الاحتقان والضغط السياسي الكبير الذي تشهده أميركا اليوم، فإن تحقيق مكسب سياسي من خلال سرقة معلومات حساسة يبدو أمراً وارداً جداً.