فارس الإعلام لاري كينغ يترجّل
لملم أوراقه وترك مكتبه في شبكة التلفزيون الأميركية الإخبارية «سي .ان .ان» الى غير رجعة، متوجهاً الى بيته ليطوي مسيرة اعلامية امتدت ربع قرن، قدم خلالها اكثر من 50 ألف مقابلة اذاعية وتلفزيونية مع السياسيين ونجوم الرياضة والفن ورجال الأعمال والصناعة. إنه المذيع اللامع لاري كينغ، الذي رسخت صورته في اذهان مشاهديه بنظارته السوداء وحمالات سرواله التي تعكس تعلقاً ببقايا خطوط موضة من الملابس الرجالية التي مضى عليها زمن طويل، والجالس أمام ميكروفون قديم مرتدياً نظارة سوداء كبيرة، ليتميز ليس شكلاً من خلالها فحسب، وإنما في استمرار وشعبية قلما حققهما برنامج آخر.
وامتدت مقابلاته من العاهل الأردني الراحل الملك حسين والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والرئيس الليبي معمر القذافي، الى الملياردير المرشح السابق لانتخابات الرئاسة الأميركية روس بيروت، ونائب الرئيس الأميركي السابق آل غور في السياسة، الى مايكل جاكسون وبربارة سترايسند وسيلين ديون في الغناء والعارضة نعومي، إذ استمتع بحواراته معهم مشاهدو برنامج «لاري كينغ لايف».
ويقول كينغ «إذا نظرت إلى وسائل الإعلام الآن، فسوف ترى أن مقدمي البرامج الحوارية الأخرى يجرون مقابلات مع أنفسهم، ويعتبر الضيوف مجرد أداة مساعدة لمقدمي هذه البرامج على الشبكات التلفزيونية، بينما كان الضيف ذا سلطة عليا بالنسبة لي دائماً، وأجعل ضيوفي يشعرون بالراحة التامة، وأتيح لهم الفرصة لاستكمال قول ما يريدون».
وكان السبب وراء اختيار اسم «لاري كينغ» إعلاناً لمشروب، لأن مسؤولي المحطة التي باشر عمله فيها رأوا أن اسمه الأصلي وهو «لورانس هارفي زيجر» صعب للغاية، وحينما بدأت «سي إن إن» بث البرنامج الشهير عام 1985 اكتفت باسم «لاري كينغ لايف»، لأن المذيع المتحمس كان معروفاً بالقدر الكافي.
ويمكن وصف حياة كينغ بأنها مختلفة، فقد تزوج المذيع الشهير ثماني مرات، كما أنه تزوج بعض النساء مرتين. وتعرف كينغ على ابنه الأول بعد أن وصل الابن إلى مرحلة الشباب، كما يُقال إنه طلب يد زوجته السادسة في أول ميعاد بينهما. وكينغ متزوج حالياً للمرة الثامنة، وله من زوجته الحالية طفلان هما أصغر أبنائه الخمسة.
ويعرف كينغ (77 عاماً) كيف يسوق لنفسه جيداً، فها هو يضع دائماً الميكروفون الفضي أمامه في البرنامج طوال هذه السنوات، رغم أن الميكروفون لا يعمل في الواقع. وقال كينغ «أنا فخور بأننا دخلنا بالبرنامج موسوعة غينيس كأطول فترة بث لبرنامج»، بينما امتدحه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب ووصفه بأنه مقدم برامج صريح ومهني بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ولا أحد يدري في الواقع كيف سيدير خليفته «بيرس مورغان» البرنامج، وما اذا كان سيحقق قدراً مماثلاً للنجاح في ظل عملية مقارنة قسرية سيقوم بها المشاهد في الأسابيع الأولى بين النسختين، ولسان حاله يقول إن وقتاً طويلاً سيمر حتما قبل أن يتكرر كينغ، أو نحظى بمقدم يدانيه.