أعطتها الحكومة غطاءً شرعياً بإدراجها ضمن مهن دافعي الضرائب

الشعوذة في رومانيا.. قبول شعبي وجدل سياسي

كبار السياسيين ورجال الأعمال لجأوا إلى الشعوذة. أرشيفية

لم تعد الشعوذة مهنة محظورة في رومانيا، فقد بات بإمكان المشعوذات والسحرة ممارسة أعمالهم بكل حرية وبغطاء شرعي. إلا أن الإجراء لم يلق ترحيبا لدى بعض المشعوذين، الذين انتقدوا فرض ضرائب على هذه المهنة. وأدرجت الحكومة مهناً جديدة ضمن دافعي الضرائب، منها الشعوذة والتنجيم والتحنيط وتعليم قيادة السيارات. وشهدت رومانيا لأسابيع جدلا واسعا حول الأمور الخارقة والسحر، والقضايا الغيبية، وجاء ذلك بعد اتهام رئيس الحزب الاشتراكي المعارض ميرسيا غويانا، الذي خسر الانتخابات الرئاسية العام الماضي، خصمه الفائز باستخدام السحر والشعوذة، لتحقيق الفوز.

واستقبل أصحاب مهنة الشعوذة والسحر القرار الحكومي باستياء كبير، ودعوا إلى تجمع عام على ضفاف نهر الدانوب، وسط البلاد، للتظاهر تعبيرا عن رفضهم القانون الجديد الذي يفرض عليهم دفع ضرائب. كما ينوي بعضهم عمل سحر للسياسيين ونواب البرلمان وافقوا على سن هذا القانون. وستقوم مجموعة من المشعوذات برمي نبتة سامة في النهر، من أجل أن «يصيب سوء الحظ هؤلاء»، حسب تعبير ساحرة تدعى أليسيا.

ويرى مراقبون أن الكثيرين سيأخذون هذه التهديدات على محمل الجد، فالرومانيون يمتلكون تاريخا طويلا في ما يخص الإيمان بالأشياء والمعتقدات الخرافية. وقد دأب الرئيس الروماني تراين باسيسكو وأعوانه على ارتداء اللون البنفسجي في أيام معينة، لصد سوء الحظ. وتقول أليسيا، «هذا غباء، لا يوجد شيء ندفع الضرائب عنه، نحن بالكاد نكسب شيئا من هذه المهنة».

وتتوقع الحكومة، من خلال الإجراءات الجديدة، جمع المزيد من الأموال، ومحاربة التهرب الضريبي. ومن الآن فصاعدا، يتعين على المشعوذات وقراء الطالع التسجيل في النظام الضريبي، كبقية ممارسي المهن الحرة، ودفع 16٪ من مداخيلهم لمصلحة خزينة الدولة، وهددت زعيمة الساحرات بأن تقود مجموعة من المشعوذات بهدف إيقاع اللعنات على الحكومة، مؤكدة أن «سحرها يؤتي نتائج دائما». ويقول البعض إنه من الصعب تحصيل الضرائب من المشعوذين وقراء الطالع، لأنهم لا يتعاملون بالفواتير، وعادة ما يتقاضون خمسة يورو مقابل الجلسة الواحدة. ويلقى هؤلاء إقبالا كبيرا من طرف الأشخاص الذين لديهم مشكلات عائلية أو مالية، ولا يقتصر الأمر على العامة من الناس بل يشمل الأمر السياسيين ورجال الأعمال، ولم تمانع السلطات الدينية في البلاد في ممارسة هذه المهن، ولم تعارض الاستعانة بالمشعوذين وقراء الطوالع.

وكان لدى الرئيس السابق نيكولاي تشاوشيسكو وزوجته ساحرة خاصة بهما. يذكر أن أداء غويانا، الذي خسر الانتخابات في ،2009 ضعيف في المناظرات التي نظمت قبل الانتخابات، واتهم أعوانه خصومه بتدبير مؤامرة ضدهم، سموها «اللهب البنفسجي»، وقالوا إن باسيسكو وأعوانه ارتدوا اللون البنفسجي أيام الخميس، لزيادة فرص الفوز في الانتخابات. وشوهد الرئيس وبعض أعوانه مرات عدة وهم يرتدون أزياء بنفسجية، في المناسبات، اعتقادا منهم أن هذا اللون يجعلهم في مرتبة أعلى من الآخرين، وأنه يقيهم أعمال الشر والسحر.

التهديد بالتعويذات

وعدلت رومانيا من قانون العمل، لتعترف بالسحر مهنة رسمية تستوجب دفع الضرائب، ودخل القانون حيز التنفيذ بداية الأسبوع الماضي، وقوبل القانون الجديد باحتجاجات بعض السحرة والمنجمين، من بينهم براترا بويزا التي تلقب نفسها بملكة الساحرات، «أنا لا أخشى احدا ، لا أخشى حتى من رئيس الدولة». في حين عبرت ميهائيلا مينكا، وهي من الساحرات القليلات اللواتي أعجبهن القانون، قائلة «أنا سعيدة جدا، أخيرا تعترف الحكومة الرومانية بمهاراتنا كسحرة». في المقابل سخر الإعلام الروماني من هذا القانون الذي لم يتنبأ به المنجمون الرومانيون، لكنهم هددوا في المقابل بالانتقام على طريقتهم، إذ تكفي تعويذة من تعويذاتهم لخلق حالة من الفوضى في الحكومة على حد قولهم.

تويتر