22 مليون حالة إجهاض لرومانيات في زمن شاوشيسكو
كشفت احصاءات صحية مثيرة أن النساء في رومانيا خضعن لأكثر من 22 مليون حالة اجهاض نتيجة سياسات ادخلها الدكتاتور الشيوعي نيكولاي شاوشيسكو. وأوضحت السجلات الحكومية أنه في الفترة ما بين 1985 و2008 نفذت العيادات الحكومية 22.1 مليون حالة اجهاض في دولة يبلغ تعداد سكانها 21.5 مليون نسمة.
ولكن مسؤولين في وزارة الصحة يقولون إن العدد الحقيقي اكثر من ذلك بكثير، لأن عشرات الآلاف من النساء الحوامل، اُجريت لهن عمليات الإجهاض في عيادات غير قانونية. وويقول خبراء إن هذا العدد جاء نتيجة سياسة شاوشيسكو.
وقالت ضحية للنظام اسمها هوي رالوكا ايونسكو التي تعرضت للاجهاض 32 مرة «لم افكر مرة واحدة بهم كاطفال، وإنما كشيء ينمو ويجب رعايته، وحملت للمرة الاولى وأنا في الـ13 من عمري. واخذتني امي الى عيادة، وبعد ذلك ذهبت لوحدي». وكان شاوشيسكو وزوجته الينا قد اعدما من قبل الجماهير الغاضبة عام 1989 بعد وقت قصير من تنازله عن السلطة.
وانفجرت الثورة في مدينة تيميشوارا، وأدت الى الإطاحة بأكثر انظمة اوروبا الشرقية قمعاً. وكان السكان قد بادروا الى الدفاع عن كاهن الكنيسة وهو من العرقية الهنغارية بعد أن هدد للابعاد بالقوة. وفي اليوم التالي بدأت وحدات الشرطة والجيش والمخابرات السرية باطلاق النار على المتظاهرين، وكانت هذه بداية ستة ايام من القتال انتشرت في نهاية المطاف الى العاصمة بوخاريست، وبالتالي الى الاطاحة بحكم شاوشيسكو.
وأدت الاضطرابات الناجمة عن الثورات التي اكتسحت الدول الشيوعية الى مقتل اكثر من 1000 شخص، وأبعدت الحكم الشيوعي عن اوروبا الشرقية قبل نحو 20 عاماً.
وقال محافظ المدينة غريغوري سيوهاندرو، إن الثوار الذين اطاحوا بشاوشيسكو يجب ان يشعروا بالفخر بهذه الانتفاضة التي اشعلوها هناك. ولكنه قال بعد 20 عاماً على الاطاحة بشاوشيسكو وإعدامه، إن رومانيا لا تزال تعج بالسياسات الكاذبة والكره والفقر المدقع على نطاق واسع. وكان يشير الى الكساد الكبير والصراع المرير على انتخابات الرئاسـة.
وبدأت ثورة تيميشوارا، في 16 ديسمبر 1989 عندما حاولت السلطات نقل الكاهن المسيحي من اصول هنغارية لازلو تويكيس الى كنيسة في قرية نائية. وتجمع انصار الكاهن خارج منزله وبعد ذلك تحول التجمع الى حركة احتجاجات. وتم اعدام شاوشيسكو وزوجته الينا بعد محاكمة سريعة في يوم الكريسماس.
وتميز حكم شاوشيسكو بجهازه الامني السيئ الذكر والبالغ تعداده اكثر من 700 الف مخبر، اي مخبر لكل 20 نسمة من سكان رومانيا بهدف خنق المعارضين، خلال 25 عاماً من الحكم الوحشي.