كوفي مع لورا بوش.. وفي الإطار صورة غلاف الكتاب الذي يتحدث عنها.

كوفي.. أفغانية تطاردها «طالبان» براً وجواً

تسرد النائبة الأفغانية الشابة فوزية كوفي قصة كفاحها في كتاب بعنوان «رسائل إلى ابنتي»، ومحاولاتها إدخال إصلاحات جذرية في الدستور الأفغاني لمصلحة النساء في هذا البلد الذي قطعت الحروب المتعاقبة أوصاله. وفي رسالة كتبتها كوفي إلى ابنتيها شهرزاد وشورا، تقول «يجب أن تكملا تعليمكما بعد وفاتي، لأن التعليم وحده هو الذي سينقذ الفتيات الأفغانيات». وتلقت النائبة تهديدات كثيرة منذ انتخابها في ،2005 وكان آخرها استهداف المروحية التي كانت تقلها إلى محافظة أفغانية، من طرف عناصر يعتقد أنها ينتمون إلى حركة طالبان. وشعرت كوفي، 35 عاماً، حينها أنها لن ترى بناتها مجدداً، الأمر الذي دفعها إلى كتابة هذه الرسائل.

حاولت عائلتها التخلص منها بعد ولادتها مباشرة، وتركتها أمها في العراء وحيدة تواجه قدرها، إلا أن أحداً لم يكن يتوقع أن البنت المنبوذة، بسبب جنسها، ستصل يوما ما إلى أعلى هيئة تشريعية في البلاد، وتسهم في رسم معالم أفغانستان الجديدة. ولحسن حظ فوزية، فقد كانت البنت الوحيدة في العائلة التي تحصل على تعليم، وكانت تحلم أن تكون طبيبة، إلا أنها اتجهت إلى الدراسات السياسية قبل أن تلتحق بالمنظمة الدولية للطفولة «اليونيسف».

وتروي كوفي مبتسمة «أنا البنت الوحيدة في عائلتي التي اختارت الرجل الذي تتزوجه»، إلا أنها وزوجها لم يتمكنا من إقامة حفل زفاف كبير بسبب معارضة حركة طالبان، التي كانت تحكم البلاد، الخروج على التقاليد والأعراف الأفغانية. وفي ذلك تقول «بسببهم (عناصر طالبان) لم يكن هناك موسيقى أو رقص». وكانت التعليمات حينها تقضي بمرافقة رجل من أهل المرأة، عندما تخرج العروس من منزل والدها.

وكان اختطاف زوجها حامد من طرف جماعة مسلحة نقطة تحول في حياة كوفي، وبعد أن نجا حامد من القتل على أيدي عناصر طالبان، أصيب بمرض عضال توفي بعده بقليل. وبعد أن سقط حكم طالبان في ،2001 تولت فوزية مهمة توعية الفتيات الأفغانيات بأهمية الذهاب إلى المدرسة وقادت حملة «العودة إلى المدارس»، الأولى من نوعها في تاريخ البلاد. وعندما انتخبت في البرلمان، لم تستقبل بحفاوة من المجلس الذكوري، وتستذكر كوفي الأيام الأولى، «من الصعب أن تتخيلوا نظرات أعضاء المجلس، وزعماء القبائل لي عندما أقوم لمناقشة مسألة ما، أو لترأس الجلسة عندما يكون رئيس البرلمان غائباً». وبالإضافة إلى نشاطها في مجال حقوق المرأة تعمل كوفي على تحسين ظروف المعيشة في المناطق الجبلية، ولا تتردد في طلب لقاء مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لطرح المشكلات أو الاستعانة به لتنفيذ مشروع في مصلحة السكان. وتقول إنها التقت الرئيس الأفغاني «12 مرة من أجل تعبيد الطريق الرابط بين قريتي وفيزآباد».

الأكثر مشاركة