الروسيات يشكين حرمان السلطات النرويجية لهن من أطفالهن. أ.ف.ب

النرويج تشكك في أمومة الروسيات

اشتكت روسيات مقيمات في النرويج من سلوك السلطات المحلية التي أقدمت على حرمان أطفال من أمهاتهم. وتقول إيرينا نولاند، وهي روسية مقيمة في النرويج، إن الشرطة أخذت منها ابنها، بدعوى أنها لا تستطيع أن تقوم برعايته كما ينبغي. وقالت متحدثة باسم الرعاية الاجتماعية ان السيدة ليس لديها «غريزة الأمومة»، وتم نقل الطفل ليعيش ضمن عائلة نرويجية طلبت تبنيه.

وقد انتظرت نولاند طويلا لتنجب طفلها الوحيد، إلا أن السلطات النرويجية قررت حرمانها من ابنها وهو لم يتحاوز 16 شهراً، بسبب نتائج اختبارات طبية قالت إنه ينمو بسرعة كبيرة مقارنة بأقرانه. ولجأت السيدة إلى القضاء، إلا أن القاضي أخبرها في أول جلسة أنها قد تفقد حضانة ولدها حتى يبلغ سن 18 عاماً. وسمح لها برؤية ابنها أربع مرات في السنة، فقط، ولمدة ثلاث ساعات في كل لقاء. وحذرت مختصة اجتماعية من كثرة تردد الأم على رؤية طفلها، لأن ذلك «قد يسبب له مشكلة نفسية لاحقاً».

وتقول نولاند إنها لم تكن ترغب في العيش في النرويج، إلا أن الأقدار ساقتها لتتزوج برجل مثقل بالديون، وعلى الرغم من ذلك وقفت إلى جانبه وساعدته لتسديد ديونه. وبعد سنوات من الزواج تبين لها أن زوجها النرويجي يستغلها مادياً، فقررت الطلاق منه. ووجدت نفسها وحيدة وعلى كاهلها أعباء ثقيلة على رأسها رعاية طفلها الصغير. وما إن استعانت بهيئة المساعدة الاجتماعية حتى فقدت ابنها. وازداد الوضع سوءاً، وبدأت ضغوط مؤسسة الرعاية الاجتماعية تتزايد بالتزامن مع استفحال ضائقتها المادية. وقررت السلطات إرسالها إلى مركز متخصص في إعادة تأهيل الأمهات، واحتفظت بولدها لبعض الوقت. وتروي نولاند معاناتها قائلة «وضعوني مع ابني بسكن في قبو بناية، بجانب مغسلة تعمل طوال اليوم دون انقطاع وتسبب لنا إزعاجاً كبيراً». مضيفة، «تدهورت حالتي الصحية، حتى أصبحت أواجه صعوبة بالغة في صعود الدرج». وواجهت السيدة الروسية صعوبات في التأقلم مع القوانين النرويجية، خصوصاً تلك المتعلقة بحضانة الأطفال، وكانت تعتقد أن على السلطات الاقتناع بآرائها، الأمر الذي لم يحدث.

وانتهى الأمر بتقرير طبي واجتماعي يؤكد عدم قدرة إيرينا على رعاية طفلها، كما خلص التقرير إلى أن لديها مشكلات عقلية، وأنها تفتقر إلى غريزة الأمومة، الأمر الذي شكل لها صدمة كبيرة.

الأكثر مشاركة