الأستراليون الآسيويون سيفوقون ذوي الأصول الأوروبية
كان الهندي برامود كومار مجرد واحد من موجة كبيرة من المهاجرين الآسيويين الذين توجهوا إلى استراليا، وأسهموا في تغيير وجهها الديموغرافي والسكاني بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي. وقال كومار المنحدر من حيدر آباد، والذي تخرج في احدى الكليات الجامعية في ملبورن أخيراً «أحب ملبورن، لكنها غالية والحياة فيها صعبة ومكلفة، ولا بد لك من وظيفة جيدة تؤمن لك دخلاً مرضياً وكافياً، وهو ما لم أتمكن من تحقيقه حتى الآن لتصبح حياتي مريحة». وأظهرت دراسة حديثة للحكومة الاسترالية ان عدد الاستراليين المولودين في بلدان آسيوية قد تضاعف خلال العقد الاخير من 1.3 مليون، عام ،2000 ليقفز الى ما يزيد على 2.1 مليون. واستنادا الى نتائج دراسة قام بها المكتب الاسترالي للاحصاءات فإن واحدا من كل 10 استراليين (1: 10) مولود في دولة آسيوية، وان عدد الاستراليين المولودين في الصين قفز خلال العقد الماضي من 148 ألفاً الى 380 ألفاً، بينما ارتفع عدد الاستراليين المولودين في الهند في الفترة ذاتها من 96 ألفاً الى 340 ألفاً. وقال مدير مركز الاحصاء السكاني وابحاث التجمعات الحضرية في جامعة موناش الاسترالية بوب بيريل «ليس ما تشهده الخريطة السكانية عندنا في استراليا يختلف كثيرا عما يجري في دول اخرى بما فيها كندا والولايات المتحدة اللتان تعتبران نموذجا للدول الاكثر تعددية ثقافية، ولكن ما حدث في استراليا من تحول سكاني تم في فترة قصيرة». ويقول صحافيون ومراقبون في كانبيرا وسيدني ان تحرك السلطات الاسترالية يأخذ أبعادا أكثر جدية وقسوة للحد من خطورة تدفق المهاجرين الاجانب خصوصاً القادمين من دول آسيا والمتطلّعين الى الحصول على الجنسية والاقامة الدائمة، وذلك للحفاظ على توازن التركيبة السكانية. وحذر هؤلاء من استمرار النزعة العنصرية والممارسات التمييزية لدى تلك السلطات تجاه المهاجرين، لا سيما في إصدار الإقامات لهم بعد استيفائهم الشروط المطلوبة، مشيرين الى انه مما زاد من تلك الممارسات موجة تفجيرات وهجمات طالت مدناً ومناطق استرالية عدة خلال �9امي 2009 و.2010 من جانبها، قالت أستاذة علم الاجتماع في جامعة سوينبورن الاسترالية للتكنولوجيا كاثرين بيتس «القضية الاولى المثيرة للقلق هي العدد الكبير والمتزايد في المهاجرين الذين يصلون الى استراليا، ما يجعلها في مقدمة الدول الاكثر والاسرع من حيث النمو السكاني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ سجلت في عام 2008 رقما قياسيا عالميا من حيث استقبالها للمهاجرين، وان الخدمات الاساسية والبنية التحتية في المدن الاسترالية لا تواكب في نموها تلك الزيادة الكبيرة السريعة في السكان».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news