زيجات المسنين تتزايد في فرنسا
لم تعد مواقع التعارف تقتصر على الشباب والراغبين في الزواج، بل أصبح بإمكان المسنين أيضاً الدخول على الشبكة والبحث عن شريكة (ما بقي من) الحياة.
ويقول القائمون على موقع تعارف مخصص للمسنين إن عدد المسجلين تضاعف منذ إنشائه في .2002 ومن بين القصص الناجحة في هذا السياق، قصة أنيك وكلود اللذين يبلغان 62 و70 عاماً، على التوالي، فقد رفضا أن يستسلما للشيخوخة وهما أرملان.
أما فرنسواز الذي توفي زوجها منذ عامين، فتقول «القلب لا يشيخ أبداً»، ورفضت أن تعيش بقية عمرها بمفردها، وتقول إنها تحب الحياة وتزيد من نشاطاتها اليومية باستمرار.
وتقول الأرملة إنها تعيش حالياً «فترة شباب ثانية»، بعد أن عثرت على شريك حياتها هنري. وتقول البيانات إن حالات الزواج بين المسنين فوق الـ،60 ارتفعت بنسبة 17٪، في الفترة بين 2005 و.2009 ويؤكد الباحث الاجتماعي في جامعة باريس ديكارت، أن الارتفاع في عدد عقود القران بين المسنين ارتفع في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، مؤكداً أن «الموظف بعد إحالته على التقاعد، يقضي قرابة 20 سنة في حالة ركود اجتماعي».
في المقابل، يصر أزواج جدد على الحفاظ على حياتهم الخاصة، وتقول فرنسواز إنها تشعر بالراحة في شقتها ولا تريد الانتقال إلى بيت زوجها، كما لا ترغب في استضافته في بيتها، وتكتفي باللقاء بين حين وآخر.
وتقول مؤلفة كتاب «حياة النساء الثانية»، كريستيان كولانج، ان المسنين في هذا العمر لا يبحثون عن الحب مثل الضباب، ولكن ما يهم هو إيجاد رفيق يؤنس وحشتهم، أما بالنسبة للنساء فترى كولانج أن الحفاظ على الخصوصية أمر في غاية الأهمية، موضحة انه بعد سنين طويلة تقضيها المرأة في رعاية أطفالها والقيام بالمهام المنزلية، فإنها لا تريد في نهاية المطاف عبئاً آخر، في حين يلعب المحيط الاجتماعي دورا في حياة المسنين واختياراتهم، إذ «ليس من السهل على الأبناء القبول بأن يلعب آباؤهم أو أجدادهم دوراً آخر»، وذلك بأن تكون له حياة مستقلة وزوجة. في حين يساعد بعض الأبناء أقاربهم من أجل العثور على شريك الحياة، فالشاب ماكسيم على سبيل المثال، أنشأ صفحة لجده على موقع للتعارف.
ويقول المسؤول في دائرة السجلات بيار إيف، «هناك إقبال للمسنين في الأرياف الفرنسية على الزواج».
وقد قام في بداية العام بتوثيق عقد زواج بين شخصين يبلغان من العمر 86 و88 عاماً، موضحاً، أن «المرأة كانت أرملة لسنوات طويلة، أما الرجل فقد كان منعزلاً عن العالم، حتى التقيا في مقهى وشربا الشاي ثم أصبحا لا يفترقان» .