الترابي يركب الميكروباص في القاهرة.. ويفر من مواجهة في « التحرير »

خرج الأمين العام للمؤتمر الشعبي السوداني الدكتور حسن الترابي، في مستهل زيارته الأخيرة لمصر، من المطار وسط زحام شديد من وسائل الإعلام التي علمت بموعد وصوله، وأتت عربة ميكروباص لتقل الوفد، وعربتان من نوع كرولا حديثة لنقل الترابي ومساعديه، لنفاجأ بأن المعارض السوداني يركب الميكروباص، ويترك العربتين، وعندما سألنا لماذا؟ كانت الإجابة بأنها إجراءات أمنية. وجاء موعد زيارة ميدان التحرير، حيث شريحة كبيرة من الشباب لا تعرف الترابي، وظهر ذلك كثيراً أثناء طواف الميدان بسؤالهم عمن هو هذا الرجل؟ ويردد الثوار (مصر والسودان يداً واحدة)، ويسأله أحدهم هل هو معارض أم مسؤول؟ ويقول آخر: سنكون يداً واحدة إلى الأبد، بعدما أبعدنا الطاغية (يقصد الرئيس المصري السابق حسني مبارك) عن بعض كثيراً. وبعد طواف الميدان مرتين، أصر الثوار على أن يلقي الترابي كلمة في مسجد عمر مكرم الكائن بالميدان، ليظهر أحد السلفيين بلحيته الطويلة متوجهاً إلى الشيخ الذي يختلف معه السلفيون، وهنا ظهرت علامات الخوف على مرافقي الترابي، وكان القرار بإخراجه من الميدان بسرعة، وخرج الشيخ ليعود إلى الفندق، وجاء اللقاء الثالث الذي كانت المخاوف منه كبيرة، فالندوة مفتوحة بجامعة القاهرة، ومن الممكن أن يأتي من يختلفون مع الشيخ، إلا أن الترابي في هذه الندوة كان متمكناً. وعندما سألته الدكتورة إجلال رأفت، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قائلة: أنت اليوم مفكر ديني أكثر منك مفكراً سياسياً؟ أجابها بأنه لا يحب هذا التقسيم. وبدا الترابي لطيفاً عندما قام للدكتورة إجلال وسلم عليها وضبط لها الميكرفون الذي تتحدث عبره، كما أتى إليها بكرسي حتى تجلس، وقال مداعباً: «اعذروني، فقد كنت مسجوناً فترة طويلة، ولم أجد من أحدثه غير السجان، ووجدت فيكم فرصة، وأنا سعيد جداً بها لأنها معكم في مصر».

الأكثر مشاركة