المرصد

الأميركيون أيضاً غاضبون من مردوخ

لم تقتصر التفاعلات المستمرة لفضيحة التنصت الهاتفي التي تورطت فيها الامبراطورية الاعلامية لروبرت مردوخ الملياردير اليهودي الاميركي من اصل استرالي على بريطانيا، بل امتدت الى الولايات المتحدة التي منحته جنسيتها، وفتحت له ذراعيها ليعمل ويستثمر فيها بالمال والاعلام وغيرهما.

فقد وسع مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي «اف بي آي»، هذا الاسبوع نطاق التحقيقات في عمليات التنصت والتجسس على اتصالات الاميركيين الهاتفية والالكترونية وغيرها، والتي تمت على امتداد سنوات ما بعد 11 سبتمبر ،2001 لتشمل تقارير ومعلومات توافرت عن تورط مؤسسة «نيوز كورب»، احدى مؤسسات مردوخ العملاقة في تلك الانشطة غير الشــرعية، والتي يجـرّم القانون من يقوم بها. كما طلبت صحيفـة التابلويـد «ديفكنت صنداي» الاميركية من محقق خاص في نيويورك الدخول الى رسائل البريد الصوتي لأولئك الذين قتلوا في هجمات 11 سبتمبر ،2001 ولكن لم يتم التوصل الى دليل قاطع وقوي بانه تم الاستماع الى المحادثات الهاتفية التي احتوتها تلك الرسائل

من جانبها قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» التابعة لـ«نيوز كورب» ان السلطات الاميركية تعكف حاليا على التمحيص في صحة تقارير من أن الشركات والمكاتب والصحف التابعة لتلك المؤسسة اساءت التصرف وقامت بعمليات تنصت وتجسس. ووجه عضو بمجلس الشيوخ الاميركي، الشهر الماضي، رسالة الى مكتب وزير العدل يطلب فيها فتح تحقيق رسمي شامل في اعمال «نيوز كورب» وتصرفاتها يشير فيها الى عملية تجسس على رسائل وبرامج على الكمبيوتر تعرضت لها عام 2009 شركة اميركية صغيرة للاعلانات تسمى «فلورا غرافيكس» من جانب احدى الشركات التابعة لـ«نيوز كورب» التي نجحت في احتواء الازمة من خلال صفقة لإنهاء النزاع القضائي بشراء الشركة. ونددت «نيوز كورب» بأي عمليات تجسس وتنصت قام بها احد موظفيها ضد شركة فلورا غرافيكس، ونفت ان يكون قد تم توجيه اي تهديدات للشركة بتدميرها وتصفيتها تماما، كما نفت قيامها باي تنصت او اختراق لاتصالات هاتفية او رسائل الكترونية او معلومات على الحاسوب لضحايا هجمات سبتمبر وذويهم، او ان يكون موظفوها وصحافيوها قد دفعوا رشى مالية لضباط شرطة بريطانيين لتمكينهم من الوصول الى ملفات وتسجيلات هاتفية. ومن شأن التحقيقات التي تواصلها السلطات الاميركية زيادة صعوبة موقف جيمس أحد انجال مردوخ المدير التنفيذي لـ«نيوز كورب» بعد تقديم مزيد من التقارير والمعلومات عن عمليات تنصت قامت بها مؤسسته ورشى قدمتها بعد ادلائه باقواله الشهر الماضي.

ويقول محللون إن الاوساط الاعلامية والقانونية الاميركية تتعامل على ما يبدو مع فضيحة مردوخ باسلوب اكثر ليناً ومهادنة من نظيرتها في بريطانيا، لكن هذا لا يؤثر في جوهر التحقيقات الجارية وسيرها القانوني، فهل سيقول الاميركيون لمردوخ، كفى تخريباً وإفساداً وانتهاكاً للقانون؟

تويتر