المرصد
شباب 25 يناير والإعلام
كان من أبرز وأهم معالم التغيير الذي أحدثته ثورة 25 يناير في مصر ما تجلى في الميدان الاعلامي، إذ لم يقتصر هذا التغيير على الوجوه التي تدير الصحف والمجلات ومحطات الاذاعة والتلفزيون في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وانما امتد ليشمل كثيراً من الموظفين من مذيعين ومحررين وفنيين ومخرجين وغيرهم، إضافة الى السياسات والتوجهات.
فبعد أن كانت تلك السياسات مصممة ومسخّرة لخدمة مبارك وأسرته وحاشيته وحزبه الوطني أصبحت موجهة للحديث عن مصر وشعبها وانجازاتها وطموحاتها وآمالها وما تواجهه من مشكلات بشكل عام - أو هكذا يجب ان تكون - على حد قول المسؤولين في حكومة عصام شرف. غير أن معظم القيادات في «ثورة شباب يناير» ترى أنه لو كانت حكومة شرف تتمتع بصلاحيات حقيقية وسلطات واسعة ومستقلة لما كانت هناك مشكلة او حاجة الى صحف او محطات تلفزيونية او اذاعية خاصة بالثورة تكون منبراً لها وتنطق باسمها وتعبر عن طموحاتها، لان الموجود من هذه الصحف والمحطات لا يعبر تماما عن الثورة، وانما ينفذ تعليمات المجلس العسكري الاعلى القابض على السلطة الفعلية والحاكم الفعلي لمصر، والذي يختلف عن الثورة وتفصله عنها اختلافات في المواقف تجاه الكثير من القضايا ومطالب الثورة. ولو كان هناك تطابق تام او كبير بين المجلس والثورة لما كانت هناك حاجة الى تدفق مئات الآلاف كل جمعة او اكثر من مرة في الاسبوع الى ميدان التحرير في القاهرة، للتعبير عن مطالب الثورة التي هي مطالب الشعب ولإسماع صوته الى المجلس العسكري. ومن هنا ارتأى قادة الثورة ان يكون لها منبرها وان تكون لها بصمتها الاعلامية الخاصة، فكانت القناة التلفزيونية «25» التي انطلقت في السادس من ابريل الماضي، لتكون المنبر الذي خرج من رحم الثورة وفلسفتها. واعتمدت هذه القناة على الشباب لتشغيلها وليس على النجوم الاعلاميين ذوي الخبرة والشهرة، كما جرت عادة القنوات التلفزيونية. وعلى الرغم من كون افراد طاقمها من قليلي الخبرة او ربما ممن يفتقدونها تماما، الا انهم يتدفقون رغبة وحماسة جارفة في تقديم كل ما هو جديد. وتضم القناة «25» التي ترمز الى يوم انطلاق شرارة الثورة نحو 80 شابا من نحو 100 موظف يعملون فيها. ويقول الخبير الاعلامي محمد جور صاحب القناة: «إن صناعة الاعلام الجيد تعتمد على الاستقلالية، وهو ما يعني الاستعانة بالشباب الذين لا ينتمون الى احزاب، وان شرطنا الوحيد ان يكون شباب القناة من شباب التحرير، لانه كان لابد من قيامهم بنقل رسالتهم الى العالم بانفسهم». وبعد مضي نحو خمسة أشهر على بثها نجحت القناة في انتزاع مكان متميز ومختلف لنفسها في وسط الفضائيات المصرية القائمة والجديدة، وذلك من خلال برامجها القصيرة، وطريقة عرضها المبتكرة ونوعية وطبيعة ضيوفها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news