إثر ضغوط على الحكومة لعدم التهاون في أمور الأمن
الهند تبحث عن جلادين بعد عودة أحكام الإعدام
تبحث الهند عن «جلادين» بعد أن هجر هذه «المهنة» الكثير منهم، بسبب توقف البلاد عن إصدار أحكام بالإعدام منذ سبع سنوات. ويوجد الآن في السجون ما يقدر بـ350 سجيناً على قائمة المحكومين بالإعدام بعد الضغوط التي تعرضت لها الحكومة بألا تتهاون في الامور المتعلقة بالأمن، وبعد أن رفضت المحاكم الكثير من التماسات الرحمة المقدمة من أشخاص محكوم عليهم بالإعدام، ولهذا فمن المتوقع أن يتم إعدام ما يزيد على ستة أشخاص خلال الاشهر القليلة المقبلة.
إلا أن المشكلة التي تواجه سلطات السجون هي قلة الجلادين، فعندما رفضت الرئيسة الهندية براتيبا باتل في مايو الماضي، طلبات الاستئناف في حق دفيندار بال سينغ ومهندرا ناث داس، أعلنت سلطات السجن في ولاية آسام، حيث يتم احتجاز السجينين، أنها لا تحتفظ بأي جلاد في سجونها، وطلبت من السجون الاخرى في البلاد «تسليفها» بعضاً منهم.
ويقول الموظف القانوني في سجن آسام، سونيل غوبتا: «إن آخر حكم بالشنق صدر هنا كان قبل 22 عاما، وليس من المنطق ان نحتفظ بجلاد لسنا بحاجة اليه».
وأجرى باوان كومار احد المرشحين لمنصب «جلاد» مقابلة لشغل هذا المنصب، وخلال تلك المقابلة التقط كومار حبلاً وبدأ يعقد «عروة» تماماً مثل ما يصنع «الجلاد»، وبدأ يشرح بدقة كيفية وضع العروة حول رقبة المحكوم عليه بالإعدام للتأكد من أن الأمور تمضي بسرعة وبسلاسة، وأخيرا أوضح كيف أنه ومع ايماءة من السجان يسحب الرافعة «لينفتح الباب التحتي ويرتفع جسد المحكوم عليه عن الأرض وتزهق روحه ويتدلى جسده هناك».
ويقول: «هناك الكثير من العمليات للتأكد من أن العروة صحيحة، وأن المحكوم عليه لا يتألم منها»، ويضيف «تعلمت ذلك من جدي الذي شرح لي الامور المتعلقة بها».
وبما أن كومار رجل قاسي القلب فإنه الشخص الأنسب لملء هذا الشاغر، فقد مارس والده هذه المهنة، ومن قبله جده في سجن ميروت في وظيفة كبير الجلادين.
ويصف كومار جده بانه جلاد شهير، «لأنه شنق في عام 1989 ستوانت سينغ، احد الحراس، الذي اغتال رئيسة وزراء الهند السابقة، انديرا غاندي».
وبعد وفاة والده هذا الربيع قدم كومار طلباً لشغل هذه الوظيفة، وحتى الآن خضع كومار البالغ من العمر 48 عاماً الى اختبارين في هذا المجال.
ويقول كومار إنه ساعد جده في عدد من أحكام الاعدام، ويدّعي بأنه نفذ احدهما بنفسه، عندما لم يستطع جده الحضور للسجن. ويقول انه ساعد جده أول مرة عام 1992 في إعدام شقيقين دينا بالقتل، ويقول عن ذلك: «قيدت أرجل الرجلين وأحكم جدي العروة». ويضيف أنه وبعد ممارسة أول حكم بالإعدام «لن يكون لديك أي شعور عاطفي»، ويوضح انه لا يشعر بأي خوف، لأنه يريد ممارسة هذا العمل منذ الطفولة.
ولا يشعر كل جلاد بما يشعر به كومار، إذ إن ناتا مولك، احد الجلادين والذي نفذ أحدث احكام للاعدام، والذي ينحدر من عائلة من الجلادين، قال قبل وفاته العام الماضي إن «أشباح» الـ25 شخصاً الذين شنقهم في حياته ظلت تزوره في منامه طوال ما تبقى من عمره.
ويحجم الكثير من المواطنين عن الاقبال على تلك المهنة، بسبب الاعتقادات الدينية السائدة مثل «الكارما» وما يترتب على ممارسة مثل هذه الاعمال من عقاب بعد الموت، حسب الاعتقادات، كما يخشى البعض الاخر العزلة الاجتماعية، ويحجم جلادون آخرون عن العودة الى العمل، لأنهم بدأوا يعارضون حكم الإعدام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news