أمير حرب «مجرم» يوجه انتخابات ليبيريا
ظهر أمير الحرب السابق الامير جونسون، المعروف بسمعته السيئة، بمظهر «صانع الملوك»، في الانتخابات الليبيرية التي لفتت انتباه العالم الاسبوع الجاري، عندما تم تسليم جائزة نوبل للسلام للرئيسة الحالية ايلين جونسون سيرليف، التي ترشح نفسها من أجل فترة انتخابية ثانية. وتشير النتائج الاولية الى ان سيرليف يمكن أن تتعادل من حيث تعداد الاصوات مع منافسها الرئيس وهو الدبلوماسي السابق في الامم المتحدة وينستون توبمان، في حين ظهر الامير جونسون في المركز الثالث، إذ يعمل انصاره على توازن القوة بين الطرفين. وبناء عليه من المرجح أن تضطر حاملة جائزة نوبل الى التعاون مع رجل التقطت صوره وهو يشرب الخمر، في حين كان رجاله يقطعون آذان رئيس الحكومة السابق صموئيل دو.
وقال الامير جونسون (59 عاماً)، أثناء حديثه مع صحيفة الاندبندنت في مجمعه الواقع على أطراف العاصمة الليبيرية مانروفيا انه يمتلك «الورقة الرابحة»، التي يصبو إليها كلا الطرفين المتنافسين للرئاسة. واضاف جونسون وهو يضحك بثقة عالية بالنفس «لايمكن أن أكون صانع الملوك وأشارك في هذه المفاوضات من موقع ضعف. وانما اشارك فيها بقوة، واذا لم يعطني أي طرف ما أريد فسأذهب الى الطرف الآخر».
وقال الامير جونسون الذي ادعى انه نبذ العنف، واصبح متديناً خلال نفيه في نيجيريا، انه سيطالب بانضمامه الى الحكومة، وتوقع أن يفوز بمناصب وزارية عدة مقابل الدعم الذي سيقدمه لاحد الطرفين الآخرين.
وأعاد ظهور جونسون في وسط المسرح السياسي الليبيري الذاكرة إلى أكثر فصول اإفريقيا الغربية ظلاماً. وكما هي حال تشارلز تايلر، الذي ينتظر الحكم عليه في محكمة جرائم الحرب، قاد جونسون جماعة من المتمردين حاربت الرئيس دو اواخر ثمانينات القرن الماضي، وتمكن رجاله من اسر الرئيس، وأظهر فيلم فيديو عملية التحقيق معه وتعذيبه. وكان دو الذي ظهر على ملامح وجهه الارهاق والرعب مربوطاً على كرسي، وهو يرجو الصفح عنه، في حين كان جونسون يشرب الخمر، وتعمل فتاة على تخفيف شدة الحر عنه بواسطة مروحة يدوية. وقال جونسون الذي أظهر عدم رضاه عن اجوبة الرئيس على اسئلته في ما يتعلق بـ«أموال الشعب الليبيري»، وهو يحذره: «اسمع، صحيح أنني شخص انساني، لكن من الافضل لك ألا تعبث معي».
وبعد ذلك يفقد جونسون صبره، ويأمر أحد رجاله بأن يقطع اذن الرئيس المخلوع، ثم يرفع جونسون الأذن امام الكاميرا ويضعها في فم الرئيس دو. وفي اليوم التالي تم عرض جسد الرئيس دو على الملأ لدحض الشائعات التي تقول انه استخدم السحر كي ينجو من آسريه. وقال جونسون انه لا يشعر بالقلق من تعرضه للتحقيق بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وأضاف «ليس هناك من يستطيع ان يقدم برهاناً على ذلك، باستثناء تسجيل الفيديو ذلك، الذي لا أظهر فيه وأنا اقتل دو».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news