المهاجرون الهايتيون في البرازيل بحاجة إلى مساعدات عاجلة. غيتي

المهاجرون الهايتيون يعيشون أزمة إنسانية في البرازيل

يحذر ناشطو حقوق الإنسان والسياسيون في البرازيل من وقوع كارثة إنسانية وشيكة بعد هجرة الآلاف من الهايتيين إلى هذا البلد، إثر الزلزال الذي ضرب بلادهم عام 2010 بحثاً عن حياة أفضل، بيد أن المطاف يمكن أن ينتهي بهم الى العيش في ظروف ليست أفضل من التي فروا منها.

وبعد نحو عامين من تعرض بلادهم لزلزال مدمر، يعتقد الآن أن آلافاً عدة من سكان هذه الجزيرة الفقيرة قطعوا رحلة طويلة عبر بوليفيا والبيرو او كولومبيا وصولاً الى البرازيل، بحثاً عن عمل. وعلى الرغم من أنهم كانوا قادرين على تأمين الوثائق القانونية للسفر، وإيجاد العمل، فإن كثيرين تاهوا في البلدات الحدودية الصغيرة مثل برازيليا، والتي تضم الآن 724 هايتياً ضمن سكانها الذين لا يزيد تعدادهم على 20 ألف نسمة. وقال ليونيل جوزيف، أحد المهاجرين الهايتيين الأوائل إلى البرازيل، والذي وصل الى ولاية أكر: «نعتبر هذا الوضع أزمة». وأضاف جوزيف، وهو مدرس أصبح زعيماً لأبناء شعبه من الهايتيين القادمين إلى البرازيل، أن «هناك العديد من الأشخاص يقيمون في الشوارع وينامون فيها، ومع ذلك يتزايد تعداد القادمين باستمرار، وتتجه ولاية أكر نحو أزمة إنسانية، وبناء عليه ينبغي اتخاذ خطوات سريعة، ويجب تأمين ظروف إنسانية للمهاجرين كي يعيشوا فيها».

من جهته، أكد ألتو ماكادو، وهو مدوّن محلي يغطي الأزمة الهاييتية في هذه المنطقة المعزولة من منطقة الامازون: «أصبح الوضع حرجاً، إذ إن عدد القادمين الجديد ارتفع بصورة مذهلة». وقال إن «الهايتيين المقيمين في برازيليا، ومن ضمنهم أطفال ونساء حوامل، يعيشون في ظروف قذرة». وأضاف: «يمضي هؤلاء معظم النهار في التجوّل داخل المدينة، ويحصلون على مساعدة حكومية منذ مجيئهم، ولكن الحكومة تقول الآن إنها ستعمل على إيقاف المساعدة، لأنها لا تستطيع الاستمرار في تقديمها أكثر من ذلك».

وخاطب عضو الكونغرس البرازيلي انيبال دينيز، عن حزب الرئيسة ديلما روسيف، بلاده قائلاً: «إننا نواجه مشكلة خطرة جداً، إذ إن عدد الهايتيين الذين يغادرون هايتي إلى البرازيل يرتفع يومياً لافتقارهم لأية فرص في بلادهم». ولا تعترف الحكومة البرازيلية رسمياً بأن المهاجرين الهايتيين هم لاجئون. ولكن في مقابلة، أخيراً، مع صحيفة «الغارديان» البريطانية، قال رئيس المجلس القومي للهجرة في البرازيل، سيرغيو دو الميديا: «إن السلطات تحاول تقديم المساعدة، ولكن على الرغم من أنهم ليسوا مهاجرين، فإنهم بحاجة إلى دعم إنساني». وقال وزير شؤون حقوق الإنسان في أكر نلسون مورانو: «إن حكومة الولاية لم تعد تملك الوسائل اللازمة لتقدم المساعدة للهايتيين الذين جاؤوا إلى البرازيل عبر الحدود».

الأكثر مشاركة