المرصد
الحرب ضدّ الإعلاميين أيضاً
يبدو أن المدنيين من نساء وأطفال ليسوا الضحية الوحيدة لما تشهده سورية من عنف وثورة شعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، منذ قرابة العام. فالاعلاميون من مراسلين ومحررين ومصورين، هم ايضاً من ضحايا ما يجري هناك. وقد ارتفع عدد القتلى من الصحافيين والمصورين في سورية منذ مارس من العام الماضي الى تسعة بمقتل الصحافية الاميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك.
وفي يناير الماضي قتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه من قناة فرانس -2 التلفزيونية الفرنسية، كما وثقت لجنة حماية الصحافيين ومنظمة مراسلون بلا حدود مقتل أربعة صحافيين ومصورين سوريين، هم فرزات جربان وباسل السيد في حمص، وشكري احمد راتب ابوالبرغل، والمصور مظهر طيارة الذي كان يعمل لحساب وكالة الصحافة الفرنسية في دمشق.
وقد حظرت سورية عمل كل الصحافيين الأجانب تقريباً منذ بداية الانتفاضة، لكنهاعادت وبدأت تصدر تأشيرات دخول قصيرة المدى لأعداد محدودة من الصحافيين يسمح لهم بالتحرك بصحبة مرافقين من الحكومة.
واستناداً الى خبراء في الاعلام وحقوق الانسان، فان مقتل تسعة اعلاميين في اقل من عام في سورية يعتبر عدداً كبيراً ومؤشراً خطيراً الى استخفاف نظام بشار الاسد وقواته، بحياة العاملين في الاعلام الذين يخاطرون في سبيل توفير الانباء، وتغطية وقائع ما يجري على الأرض.
وتقول صحيفة «صنداي تايمز»، البريطانية، إن مراسلتها الأميركية، ماري كولفن، قتلت بينما كانت تحاول استعادة حذائها من مدخل المبنى الذي يضم مركزاً صحافياً أقامه المعارضون السوريون في حمص. وفي محاولة لتبرير ما حدث، قالت السلطات السورية انها لا تتحمل أي مسؤولية تجاه سلامة الصحافيين الأجانب الموجودين على الأراضي السورية بطريقة غير شرعية. وناشدت تلك السلطات اولئك الاعلاميين الموجودين بصورة غير شرعية مراجعتها لتسوية أوضاعهم.
وفي واحد من آخر تقاريرها الى صحيفتها «صنداي تايمز» كتبت كولفن النيويوركية تقول عن حمص «انها مدينة تنتظر المذبحة، وان المعلومات التي ترددت عن ان قوات النظام انما تحاول تطهيرها من الارهابيين والجماعات المسلحة سخيفة وكذب صريح ومكشوف، وان تلك القوات تقصف احياء ليس فيها الا منازل يقيم فيها مدنيون يعانون البرد القارس والجوع». وقالت والدتها روزماري إن ابنتها قتلت بعد ان قررت تمديد بقائها في حمص ليلة اضافية للانتهاء من تقريرها الاخير عن الوضع في تلك المدينة، بعد ان تلقت تعليمات من رئيس التحرير بمغادرة البلاد. وبعد فإن كولفن واوشليك لن يكونا آخر ضحايا الازمة في سورية التي لن يتوقف فيها القتل، حتى يتحقق التغيير المنشود الذي يلبي مطالب الشعب السوري.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news