«لوموند» تفتح ملف التعذيب الفرنسي للجزائريين
أعادت يومية «لوموند» الفرنسية فتح ملف التعذيب إبان حرب التحرير في الجزائر، مستعرضة أهم المحطات التي تناولتها منذ سنة 2000 مباشرة بعد تفجيرها قضية لويزة إيغيل أحريز، معنونة مقالها الطويل بـ«لوموند تبعث النقاش حول التعذيب في الجزائر».
وجمعت «لوموند» في هذا العدد أهم التحقيقات التي قامت بها، ونشرتها ابتداءً من 2002 إلى ،2005 وأسهمت في كشف العديد من الحقائق وحالات التعذيب التي مورست بحق الجزائريين، وأدت إلى عدد من المحاكمات وفتح عدد من الملفات.
وكانت البداية مع الشهادة التي أفادت بها لويزة إيغيل أحريز، في 20 يونيو ،2000 فقد كشفت المجاهدة، للمرة الأولى، عن هول التعذيب الذي تعرضت له، بل تحدثت للمرة الأولى أيضاً عن تعرضها للاغتصاب من طرف الجنود الفرنسيين ولم تكن تتجاوز 20 سنة، بعد أن قام الفيلق العاشر من المظليين الفرنسيين بالقبض عليها سنة ،1957 وتم تسليمها للرائد غرازياني من الأقدام السوداء، والذي كان يمارس هواية التعذيب على طريقته الخاصة، وهي اغتصاب المستجوبات.
ولم تنج من التعذيب إلا بعد ثلاثة أشهر بمساعدة النقيب ريشون، وقالت يومها إيغيل إنها لا تعرف إلا اسمه، و«ستعمل المستحيل للعثور عليه»، فقط لتقول له «شكرا». وقد أدى ظهور المقال يومها إلى ردود فعل قوية، إذ هدد بيجار بغلق يومية «لوموند» ووقف صدورها، واصفاً الشهادة بـ«نسيج من الأكاذيب»، مكذّبا وجود شخص اسمه النقيب ريشون، وقال إن «هذا من صنع خيالها»، لكن التأكيد - تُعلّق اليومية - جاء من الجنرال ماسو الذي أعطى مصداقية لشهادة لويزة إيغيل عندما أكد وجود ريشون، وقال إنه كان من أفضل رجاله وأكثرهم إنسانية، مقدماً شهادة حية أخرى صادمة، أكدت هول التعذيب الذي كان يُمارس على الجزائريين في السجون ومراكز التحقيق، إذ أوردت الصحيفة مقاطع من الحوار منها قوله «لم يكن التعذيب ضروريا في أيام الحرب، وكان يمكن أن نتجاوز ذلك، لقد كان التعذيب جزءا من جو عام، وكان يمكن أن نقوم بالأشياء بشكل مختلف». كما نشرت «لوموند» في 23 نوفمبر 2000 حواراً مع الجنرال أوساريس منسق جهاز المخابرات بالجزائر العاصمة سنة .1957