حمادي الجبالي. أ.ف.ب

الجبالي: التدخل العسكري في سورية حماقة

حذر رئيس الحكومة التونسية، حمادي الجبالي، من التدخل العسكري في سورية، وقال في مقابلة مع مجلة «درشبيغل» الالمانية، انه يعتبر مثل هذه الخطوة كمن يصب النار على الزيت، وانه سيؤدي الى حرب اهلية. تالياً مقتطفات من المقابلة:

- قبل عام من الآن بدأ الربيع العربي، إلا ان الأوضاع تبدو مظلمة، إذ ان ليبيا تتعرض لتقسيم، ومصر لمشكلات، في حين أن سورية تواجه خطر حرب.

-- انت ترسم صورة قاتمة للوضع. إذ إن الاضطرابات التي يشهدها العالم العربي لم تنتهِ بعد. ونحن الآن وسط عملية صعبة. وأهم ما في هذا الموضوع ان الثورة في شمال افريقيا لن يسمح لها بالعودة الى الوراء.

- يقول الكثيرون ان هذه الثورات لم تذهب الى المدى الكافي، اذ انه تم التخلص من رؤوس النظام فقط.

-- هذا يعني ان الثورات كلها يجب ان تأخذ نموذج الثورة الفرنسية نفسه، إذ يتم سفك الكثير من الدماء. وانا لا أشاطركم وجهة النظر هذه، لان العالم تغير الآن.

- الشعب التونسي يبالغ في الاحتجاجات في الفترة الاخيرة، اذ ان التظاهرات تخرج بصورة يومية، ضد البطالة والفقر، انهم يرفضون سياساتك.

-- سأكون أحمق اذا أنكرت حجم العقبات الاقتصادية التي تواجهها بلادنا. اضافة الى القمع السياسي وسوء الادارة، كان الوضع الاقتصادي من المحفزات الاساسية التي ادت الى الثورة. ونحن بحاجة إلى عدد من السنوات كي نتغلب على حالة عدم المساواة بين المناطق المختلفة والطبقات الاجتماعية، وحتى ذلك الوقت، فإن الجميع له الحق لمحاسبتنا اذا فشلنا.

- يبدو هذا جيداً من الناحية النظرية، لكن في بعض المراحل يمكن ان تكون نفسك هدفاً لهذه الجماهير.

-- ستواجه جميع الحكومات هذه المشكلات، ولكن الجديد في الموضوع ان جميع المواطنين لهم الحق في التعبير عن مشاعرهم في الشارع. وعلى المستوى السياسي فقد انجزنا الكثير، مثل التعددية والديمقراطية. أما الآن فإننا سنستخدم النجاح السياسي من اجل حل المشكلات الاقتصادية.

- في ألمانيا ثمة مشاعر مفادها ان أسلمة المجتمع أدت إلى انعدام التسامح في تونس.

 

-- أستطيع أن أتفهم ان انتصار الإسلاميين في الانتخابات سبب صدمة للمراقبين في الخارج، لكن ماذا حدث فيما بعد؟ نحن في حزب النهضة حاولنا الوصول الى المنطقة الوسط، شكلنا ائتلافا عريضا. وأنا متأكد من أن المجتمع التونسي سيجد طريقه نحو التسامح عبر التوازن، الامر الذي سيكون له تأثير ايجابي في التنمية في الدول المجاورة.

- بالحديث عن السياسة الخارجية، تعتبر سورية المشكلة الاكثر اهمية في الوقت الراهن، وأخيرا اقيم مؤتمر اصدقاء سورية في تونس، لماذا وضعت تونس نفسها في رأس الحربة ضمن الائتلاف المناهض لسورية.

-- نحن لا نستطيع قبول نظام يضطهد شعبه، لهذا نظمنا المؤتمر.

- كان المؤتمر عبارة عن مجرد كلمات بدلا من الأفعال ضد نظام الاسد.

-- أعتقد انه من الحماقة الصرفة القيام بأي تدخل عسكري اجنبي، وسيكون كمن يصب الزيت على الزيت.

الأكثر مشاركة