نزلاء بعض سجون البيرو يتمتعون بحرية تفوق ما هو متاح للسجناء في بريطانيا والولايات المتحدة. أرشيفية

سجون ألبيرو مرتع للجنس والمخدرات وتجارة «الزنازين المجهزة»

السجون البيروفية من اكثر مثيلاتها في اميركا الجنوبية فساداً، حيث يتجول المساجين من دون قمصان، اذرعهم موشومة، تتصاعد اعمدة دخان المخدرات داخل زنازينهم غير آبهين بالحراس وضباط الشرطة. ويعد سجن لوريغانشو في البيرو من اقدم السجون في البلاد، الذي تم تشييده لاستيعاب 2500 سجين، الا انه يضم في الوقت الراهن اكثر من 7000 سجين، ويعد هذا السجن الذي يقع في بقعة جرداء خارج العاصمة ليما، من اكثر السجون اكتظاظاً، وتقول جماعة حقوق الإنسان في البلاد، التي يطلق عليها «ديفينسوريا ديل بيبلو»، ان الظروف الداخلية في السجون البيروفية أسوأ من سيئة، اذ لا يوجد سوى 63 طبيباً للاعتناء، وطبيب نفساني واحد، مقابل 49 الف سجين، وان حالات نقص المناعة المكتسبة (ايدز) في السجون اعلى مما هو عليه الحال في الخارج، وان حالات السل تزيد بـ20 مرة على خارج السجن.

لا يوجد في السجن فاصل بين المساجين في لوريغانشو، حيث يختلط مجرمو السطو المسلح والقتلة المأجورون وتجار المخدرات، مع الصبيان الصغار الذين جاءوا الى هنا بجرائم تتعلق بالسرقة.

ويتمتع السجناء هنا بحرية اكثر مما هو متاح للسجناء في بريطانيا والولايات المتحدة، او بعض السجون الأخرى من العالم، فهم يلبسون ثيابهم الخاصة بدلاً من زي السجن، ويسمح لعائلاتهم بزيارتهم مرتين في الأسبوع، ويطلق سراحهم للتجول بحرية داخل السجن من الساعة السادسة صباحاً الى السادسة مساءً، وينظم المساجين في ما بينهم مجموعات لحراسة مداخل اجنحتهم. ويقول احد المساجين «لا نريد اشخاصا لا نعرفهم من اقسام اخرى يدخلون الى هنا ويتسببون في مشكلات»، ويضيف «سلطات السجن لا تهتم، ولهذا علينا ان نفعل ذلك بأنفسنا، اذ ان كل شيء جيد هنا نفعله بأنفسنا، وان سلطات السجن تفضل ان تتركنا هنا لنتعفن».

في الداخل، وفي الممرات الضيقة للعنابر، يلعب السجناء الورق ويطبخون وجباتهم على مواقد غاز صغيرة، وتعبق رائحة المخدرات (القنب) في الجو، في الوقت الذي تعلو فيه اصوات اجهزة التسجيل والتلفاز القديمة، وعلى الساحة القريبة يقع سوق السجن، التي تباع فيها الفاكهة والخضراوات الطازجة والملابس المستعملة واقراص «دي في دي» مقلدة، وأحد السجناء يقوم بتأجير هاتف محمول تحظر دخوله المؤسسات العقابية، وفي تلك الأثناء كان هناك مومستان تتفاوضان مع مجموعة من السجناء على مدخل البوابة الرئيسة، لأن السجن كما يقول احد المساجين «ينفجر» من دون ممارسة السجناء للجنس. وحدث كثير من القصص المرعبة في هذا الصدد، فقد اقدم احد السجناء على شنق صديقته حتى الموت ودفن جثتها تحت ارضية زنزانته. بعض السجناء الأغنياء يستطيعون استئجار زنزانة مجهزة تجهيزاً حديثاً ابتداءً من 2000 دولار. وفي الوقت الذي يعيش فيه السجناء ظروفاً سيئة في سجون البلاد، ظلت شخصية مميزة تمارس اعمالها التجارية من خلف القضبان، فقد حكمت إحدى المحاكم البيروفية على انتاورو هومالا، شقيق رئيس البلاد، اولانتا هومالا، بالسجن 19 عاماً على خلفية اتهامه بانقلاب عسكري، وصار محط أنظار الصحف بعد ان تم تحويله من سجن بيدراس غورداس الى وحدة امنية في احدى القواعد العسكرية. وكان التفسير الرسمي لذلك ان حياة هومالا اصبحت في خطر بعد اعتقال زعيم من تبقى من ثوار «الطريق الساطع»، الذي تم ارساله ايضا الى سجن بيدراس غورداس. الحياة الباذخة التي يتمتع بها هوامالا خلف القضبان تسببت في انتقاد حاد لشقيقه الرئيس. ويثار عنه انه يستخدم هاتفاً محمولاً، وظهرت له بعض الصور وهو يرقص مع صديقته، ويشاع انه يتلقى عروضاً تجارية من الولايات المتحدة ومن الصين ايضا. وتعد هذه الادعاءات الأحدث من بين سلسلة من الفضائح التي تحيط ببعض السجناء المميزين من بينهم الرئيس السابق، البرتو فيجوموري، الذي يقضي 25 عاماً في السجن للاختلاس وأوامر بالقتل خارج نطاق السلطة القضائية.

الأكثر مشاركة