عمال مناجم الذهب السود عانوا العنصرية. غيتي

عمال أفارقة يقاضون شركات ذهب بريطانية «سببت» لهم مرض السلّ

من المقرر أن تمثل شركة أنغلو أميركان البريطانية لمناجم الذهب أمام المحكمة العليا البريطانية الشهر المقبل، بعد اتهامها من قبل عدد من عمالها بأنهم اصيبوا بأمراض مستعصية، نتيجة تعرضهم لغبار سام في المنجم، نظرا لعدم تأمين الشركة الشروط الصحية لهم. ويعمد نحو 1000 عامل مناجم سابق الى رفع القضية على الشركة في المحاكم البريطانية، بعد تعرضهم لمرض رئوي غير قابل للعلاج معروف باسم «سيليكوزيز».

وقال العمال ان الشركة لم تعرض عليهم استخدام أقنعة واقية، اضافة الى تزويد المنجم بأجهزة التهوية او الحماية المناسبة من الغبار في هذا المنجم المملوك جزئياً من قبل شركة أنغلو اميركان، على الرغم من أنه كان معروفاً أن هذا الغبار يمكن ان يكون ضاراً.

ويزيد هذا المرض من احتمال الاصابة بداء السل الذي يعتبر وباء في المناطق الريفية في جنوب افريقيا، كما ان الإصابة بالحالتين يكون قاتلا في اغلب الأحوال. وترجع هذه القضية الى عام ،1998 وتتعلق بالعلاقات العنصرية في جنوب افريقيا ابان حكم الفصل العنصري. وعلى الرغم من ان معظم العمال السود لم يحصلوا على الاقنعة الواقية، إلا ان العمال المصابين قالوا ان العمال البيض حصلوا على مثل هذه الاقنعة، اضافة الى المسؤولين في المنجم.

وستجري تجمعات عامة امام العامة هذا الاسبوع في لندن، بهدف جذب الاهتمام الى معاناة هؤلاء العمال، في «ويستمنستر هول» وأمام مقر شركة أنغلو أميركان.

وتم جلب هؤلاء العمال من المناطق الريفية في جنوب افريقيا مثل ايسترن كيب للعمل في المناجم، اضافة الى دول مثل ليسوتو وبتسوانا. وأصبحت معدلات مرض سيلكوزيز، ومرض السل مرتفعة جدا بين عمال مناجم الذهب السود. واستمرت هذه القضية امام محكم جنوب افريقيا منذ عام ،2004 وستقرر المحكمة العليا في هذا البلد الشهر المقبل، عما اذا كان بالإمكان مقاضاة الشركة امام المحاكم البريطانية.

واذا نجحت القضية التجريبية فإن ذلك يعني ان عشرات الآلاف من عمال المناجم السابقين سيحصلون على الدعم المالي او التعويض، لإصابتهم بأمراض نتيجة عملهم. وتقول شركة أنغلو اميركان انها غير مسؤولة عن عما حدث للعمال، لأنها لا تملك أغلبية اسهم المناجم.

وقالت متحدثة باسم الشركة «تعتقد شركة أنغلو اميركان انها مسؤولة بأي شكل من الأشكال عن الأمراض التي أصيب بها عمال مناجم الذهب، وانها ستدافع عن ادعائها»

ويعيش فويسيلي بونج، (66 عاماً)، في قرية جي بي لوكاشن في اقليم ايسترن كيب، ويعاني الآن مرض السل بعد العمل مدة 25 عاما في منجم برزيدنت ستين المملوك جزئيا من قبل شركة انغلو اميركان في ولاية فري، ويقول «اشعر بتزايد الضعف في جسمي بسبب المرض في صدري، اعتقد ان شركة أنغلو يجب ان تساعدنا. ولا اعتقد انها عاملتنا بصورة ملائمة».

واقترحت جماعة برلمانية في جنوب افريقيا أن يكون من الإلزامي على جميع الشركات تبليغ حاملي الاسهم عن سجلها في مجال حقوق الانسان. و طرحت مشروع قانون في لجنة الخدمات المالية يؤكد على إلزام جميع الشركات ابلاغ أصحاب الاسهم اذا تعرضت الحالة الاخلاقية للشركة للمساءلة من اي طرف آخر.

وقالت عضو البرلمان ليزا ناندي، التي قدمت مشروع القانون «تمثل العلاقة المفترضة بين شركة انغلو اميركان ومرض (سيليكوزيز) في جنوب افريقيا مجرد واحد من العديد من الامثلة التي تكشف الحاجة الى تنظيم اكبر للشركات المتعددة الجنسيات التي مقرها بريطانيا.

ويستضيف سوق الاسهم البريطاني حاليا العديد من الشركات التي وجهت إليها التهم سابقا، وثبتت ادانتها في انتهاكات كبيرة لحقوق الانسان، خصوصاً في دول تعاني الصراعات. وتعتبر المملكة المتحدة متخلفة عن العديد من الدول في مجال التقيد بحقوق الانسان».

الأكثر مشاركة