أساليب تتطور.. وانتهاكات تتواصل
مع نهاية كل عام تقوم «لجنة حماية الصحافيين الدولية»، بإجراء احصاء لأبناء مهنة البحث عن المتاعب المسجونين في شتى بقاع العالم، وتضع قائمة بالدول التي تسجنهم، وتشكل هذه المعلومات اهمية كبيرة لمساعدتهم، ولكن مع نهاية العام الماضي كان هناك اسلوب جديد لوضع القائمة استناد إلى الحجم السكاني لكل دولة.
فعلى الرغم من ان اريتريا يرزح في سجونها 28 صحافيا، والصين ،27 إلا ان سكان هذه الاخيرة يعادلون 250 ضعف سكان اريتريا. وأي دولة تقوم بسجن الصحافيين يكون سجلها في مجال حقوق الانسان محط شكوك، بما فيها الولايات المتحدة التي عانت معدلات مرعبة في قمع حرية التعبير؟.
ويعتبر الحبس فترات قصيرة مسألة يمكن احتمالها، لكن ما يثير قلق لجنة حماية الصحافيين هو الحبس فترات طويلة، اضافة الى حالات قتل الصحافيين كما حدث في سورية وروسيا. واستنادا الى الاسلوب الجديد، جاءت ارتيريا في أول القائمة، حيث يوجد في سجونها 28 صحافيا (تعداد سكانها أربعة ملايين)، تلتها اسرائيل التي يوجد في سجونها أربعة صحافيين (عددسكانها سبعة ملايين)، هذه الدولة التي تتبجح بأنها واحة الديمقراطية في محيط من الاستبداد، ولطالما تعرب اسرائيل التي تفضل ان تعرف بأنها ديمقراطية حديثة في المنطقة عن غضبها لدى توجيه اية انتقادات نحوها.
وجاءت في المرتبة الثالثة ايران التي يوجد في سجونها 42 صحافيا (تعداد سكانها 74 مليوناً)، كما جاء على القائمة دول اخرى من ضمنها اثيوبيا والسودان وتركيا و سورية وساحل العاج و فيتنام. واذا كان الاسلوب المعتمد في تحديد هذه الدول على القائمة يستند الى عدد السجناء لكل فرد في الدولة، قد ابعدت دول عدة عن القائمة فهذا لا يمنع من الاشارة الى ان الصين لاتزال احد اسوأ الاماكن في العالم، في ما يتعلق بحرية التعبير عن الرأي. والهند ايضا التي يحلو ان توصف بأنها اكبر ديمقراطية في العالم، ويوجد في سجونها صحافيان الا انها تضطهد التيبيتيين احيانا، خصوصا عند زيارة الرئيس الصيني الهند حيث اودع المئات منهم في السجون. وحاولت العديد من هذه الدول تحسين سجلها في محال حقوق الانسان وحرية الرأي، الا ان كل الاجراءات التي تقوم بها ليست اكثر من عمليات تجميل تهدف الى تحسين صورة البلد، بهدف جذب السياحة وتطويرالعلاقات مع العالم الغربي، إلا ان سقف الحريات يظل منخفضا والسجون مشرعة لكل صحافي يجرؤ على توجيه اي نقد حقيقي لنظامه. وعلى الرغم من الدعوات العالمية لمنح الصحافيين مزيد من الحرية والحماية لتأدية واجبهم في نقل الحقيقة والكشف عن كل ما هو مزيف،إلا ان هناك العديد منهم يقبعون الآن خلف القضبان ويقتلون احيانا في حين يتم ابعاد آخرين عن بلادهم.