تقاطـع صلاحيات أشعلت خلافات الإعلام السودانية

ألم تزل شرارة الخلافات داخل أروقة وزارة الإعلام حاميةً؟ وألم تزل تهديدات تقديم الاستقالة مستمرة؟ والتي بدأتها وزيرة الدولة سناء حمد العوض قولاً، وختمها السيد عبدالله علي مسار وزير الاعلام فعلاً. كان ذلك على خلفية إصدار الرئيس عمر البشير قرارًا بإعادة مدير وكالة السودان للأنباء عوض جادين إلى العمل ملغياً قراراً كان أصدره مسار في وقت سابق بإيقاف المدير عن العمل. وكان الوزير أصدر قرارًا في الأسابيع الماضية أوقف بموجبه جادين عن العمل وإحالته إلى التحقيق، بسبب ما قال إنها مخالفات مالية وإدارية تحيط بعمل وكالة «سونا» للأنباء، إلا أن الرئيس قد أصدر قراراً ألغى بموجبه قرار وزير الإعلام، ووجه القرار بتفيذ القرار وإعادة المدير لمنصبه على الفور مع إيقاف كل لجان التحقيق المتعلقة بالأداء في وكالة السودان للأنباء. وأدى قرار الوزير حيال مدير الوكالة الرسمية إلى تفجر صراعات بينه ووزيرة الدولة سناء حمد العوض المشرف المباشر على نشاط الوكالة. لكن يبدو أن مسارا أغضبه قرار عودة جادين لمنصبه، وعلى هذه الخلفية أصدر توجيهاً بنزع ملف الإشراف على «سونا» من وزيرة الدولة ووضعه تحت الإشراف المباشر للسيد الوزير. وزيرة الدولة ترى أن مدير «سونا» معين بقرار من رئيس الجمهورية وبالتالي من يملك سلطة توقيفه أو إقالته ليس أحد سوى الرئيس. وإذا تناولنا الحدث من زاوية أخرى بعيدًا عن التهديد بالاستقالات والتوقيف وما إلى ذلك، نجد أن الخلافات قد كثرت، كما أن السيناريو نفسه تكرر داخل أروقة وزارة الصحة إذ إن الخلافات بين وزير الدولة الدكتور حسب الرسول بابكر، ووكيل الوزارة الدكتور كمال عبدالقادر، بدأت وطفت على السطح في أعقاب إصدار وزير الدولة قرارًا قضى بإلغاء وظيفة المدير الطبي داخل المستشفيات. ومن هنا بدأت الخلافات التي كتب نهايتها السيد رئيس الجمهورية من خلال إعفائه للرجلين.

الأكثر مشاركة