صحافة عربية

مسجد ماليزي يعالج المدمنين روحياً

«بالإيمان تقضي على الإدمان».. بدت هذه هي فلسفة علاج مدمني المخدرات في ماليزيا، وعبر عنها بوضوح مسجد الرحمن في العاصمة كوالالمبور، الذي وفر مكانا للحماية من الإدمان، وهو ما يرويه مدمن سابق اسمه فيصل فخر الدين، عاش طوال 30 عاماً من حياته مدمناً على الهيروين، محاولاً التردد على مراكز العلاج من الإدمان دون جدوى، بعد أن أصبح بسبب إدمانه شخصاً منبوذاً في بلد أغلبية سكانه من المسلمين، وينظر إلى إدمان المخدرات على أنه من المحرمات. وأرجع «فيصل»، فى حواره مع موقع «العربية» الإخباري، الفضل في نجاح علاجه إلى الإرشاد الروحي من رجال الدين في المسجد ودواء الميثادون مرتين في الأسبوع، إذ كان السماح للمسجد قبل عامين بإقامة مركز لعلاج الإدمان واللجوء إلى استخدام الميثادون مثار دهشة كبيرة في بلد يفرض عقوبة الإعدام على مهربي المخدرات. ونجح هذا العلاج مع فيصل، الذي بدأ تعاطي الهيروين عندما كان في الـ15 من عمره وصار الآن في الـ،48 وهو أب لأربعة أبناء ويعزف الموسيقى في مواقع سياحية شهيرة في كوالالمبور، ولم تنته الحلقة المفرغة التي كان يدور بها فيصل، إلا عندما التحق بمركز حكومي للعلاج بالميثادون قبل ست سنوات، ثم كان من بين 50 مريضاً تم اختيارهم لبرنامج مسجد الرحمن. وأكد كبير منسقي مركز علوم الإدمان التابع لجامعة ماليزيا، الذي يدير المركز رشدي عبدالرشيد أنه بذل مجهودات كبيرة لإقناع مسؤولي المسجد والسلطات الدينية بالسماح بافتتاح مثل هذا المركز ووافقت السلطات الدينية في ماليزيا في نهاية الأمر على طريقة العلاج، وقررت أن الميثادون ليس عقاراً محظوراً وفقاً لأحكام الإسلام.

ويعتزم مركز علوم الإدمان توسيع هذا البرنامج إلى ثلث مساجد البلاد وعددها 6000 مسجد، بحلول عام ،2015 للوصول إلى 72 ألف متعاط للمخدرات، علماً بأن ماليزيا بها 350 ألف مدمن للمخدرات، وهو عدد من المتوقع أن يرتفع إلى نصف مليون بحلول ،2015 في ظل ارتفاع معدلات الارتداد إلى التعاطي.

 

تويتر