يجبرن على العمل في «غرف الدردشة» والزواج القسري
نساء كوريا الشمالية الهاربات يتعرضن للابتزاز
دفعت المواطنة الشمالية الكورية، كيم ايون- صنغ، ووالدتها واختها 2000 يوان صيني للهروب الى الصين، أي ما يعادل 300 دولار أميركي، إذ عبرت هؤلاء النسوة نهر تومين الى الصين، مثل ما عبرت من قبلهن آلاف النساء الكوريات الشماليات، وقابلن هناك امرأة أبدت استعدادها لمساعدتهن على الهرب داخل البلاد، ولم تعلم كيم أن تلك المرأة باعتها من دون علمها إلى مزارع صيني يبحث عن زوجة.
تقول كيم إن «الكثير من النساء الكوريات يهربن الى الصين غير مدركات المصير الذي ينتظرهن هناك، حيث يتم بيعهن سراً من دون علمهن». في ما بعد استطاعت كيم أن تهرب هي ووالدتها وأختها من المزارع، لكنهن سقطن في أيدي الشرطة التي ارسلتهن مرة أخرى إلى بلادهن.
وبعد هروبهن للمرة الثانية الى الصين اتجهت النسوة مباشرة الى منغوليا سيراً على الأقدام عبر صحراء غوبي، وعثرت عليهن الشرطة المنغولية التي ارسلتهن إلى سفارة كوريا الجنوبية في العاصمة المنغولية اولان باتور، التي ارسلتهن بدورها جواً إلى العاصمة سيؤول.
أصبحت كيم الآن من كبار الاساتذة في إحدى الكليات الكورية الجنوبية، وتلقت منحة دراسية من الحكومة الاميركية للتدريب على اللغة الانجليزية لمدة ثمانية أشهر، وأيضاً دورة لدراسة علم النفس في احدى الجامعات الاميركية، وكلما سافرت كيم إلى منطقة تنشر قصص استعباد النساء الكوريات الشماليات في الصين، حيث يقدر المسؤولون أن 70٪ من الهاربات الى هناك يتعرضن للاسترقاق.
في ما بعد صارت كيم تنظم الحملات الاحتجاجية لمصلحة هؤلاء النساء انطلاقاً من السفارة الصينية في سيؤول، منددة بسياسة الصين التي تنصاع لطلبات كوريا الشمالية بإعادة الهاربات، وكثيراً ما تتحدث عن محنة النساء الهاربات في التجمعات الطلابية.
ويقدر مركز قاعدة البيانات الخاص بحقوق الإنسان في كوريا الشمالية أن ما بين 20 ألفاً إلى 30 ألف امرأة كورية شمالية يتعرضن لما يصفه المراقبون بأنه شكل من اشكال العبودية، حيث تضطر النساء إلى ممارسة الجنس قسراً. وتختار هؤلاء النسوة بين الزواج القسري أو العمل نادلات في الحانات أو مؤسسات التدليك، أو يضطررن للهرب الى الجبال البعيدة، حيث يصارعن للحصول على الطعام والمأوى.
ويقول رئيس الإذاعة المفتوحة الموجهة الى كوريا الشمالية، التي تبث على الموجة القصيرة ساعة أو ساعتين في اليوم من كوريا الجنوبية، ها تاي- كوينغ، إن هناك مئات الكوريات الشماليات في الصين يتم إجبارهن على العمل في غرف الدردشة لبيع الهواتف وعرض أجسادهن على الإنترنت بأسعار عالية، ويضيف أنه «يتم حبسهن في هذه الغرف كل الوقت وهن يتحدثن للناس».
ويعتقد رئيس المعهد الكوري للوحدة الوطنية، كيم تاي، بأن السبب في هروب هؤلاء النسوة إلى الصين هو ان «النساء يستطعن أن يبعن أجسادهن بسهولة، ويستطعن ان يتخفين هناك وراء الزواج القسري أو البغاء، إلا أنهن لا يستطعن تقدير خطورة ما هن مقدمات عليه عند عبورهن الحدود».
وتقول كيم إن هؤلاء النسوة إذا حدث وتمت إعادتهن الى كوريا الشمالية فإنهن يتعرضن للجلد والاهانة على أيدى حراس السجن، ولو لم يتم اتهامهن بجرائم خطرة، مثل بيع البضائع المسروقة أو التجسس التي يتم فيها إعدام الجاني. وتضيف أن «نحو 60 امرأة يتم حبسهن في زنزانة واحدة، وتنزع عنهن ملابسهن، ويفتش الحراس كل جزء من أجسادهن بحثاً عن الأموال، وإذا أرادت إحداهن الذهاب الى الحمام فإنها تطلب أذناً لذلك، ويشعرن بأن نظام كوريا الشمالية قد جردهن من إنسانيتهن».
وتتوقع أن يزيد عدد الهاربات، إذ وصل العدد الآن إلى 23 ألف كوري شمالي، 80٪ منهم من النساء يتوجه معظمهم الى كوريا الجنوبية عبر منغوليا او جنوب شرق آسيا عبر تايلاند أو فيتنام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news