مغــاربة بحثوا عن الرخاء فعلقوا في أزمة اليونان
اليونان، بلد قد لا يعرف عنه المغاربة سوى أنه موطن الإغريق، فحكم سقراط وكلمات أرسطو ربما هما أكثر شيء يتردد في ذهن المغربي عندما يسمع باليونان، وربما أن هناك بعض المغاربة ممن لا يذكرون هذا البلد، إلا ويذكرون معه الأزمة الاقتصادية التي يعيشها حاليا، والتي جعلته يتصدر الأخبار الاقتصادية في أكثر من مرة.
لكن، علاقة اليونان بالمغرب أكبر من ذلك بكثير، فقد تحول منذ سنوات لنقطة التقاء عدد من المغاربة، ليس لجمال طبيعته، أو لعبق تاريخه، أو لإمكانياته الاقتصادية الآخذة في الانحسار، إنما لأنه بلد يشكل نقطة عبور نحو بلدان أوروبا الراقية، أو لنقل إنه البوابة السرية الأخرى لأوروبا، غير تلك التي يقصدها «الحراكة» (المهاجرون غير الشرعيين)، عبر مضيق طنجة.
الكثير تحذوه الرغبة في خوض مغامرة اليونان، والقليل مَنْ يُقدم عليها، وقلة من القليل ممن ينجون من الموت غرقا في بحر «إيجة»، الرابط بين تركيا واليونان.
كيف يعيش «الحراكة» المغاربة في اليونان؟ كيف يتدبرون معيشتهم في بلد ضاق حتى بأصحابه؟ ولماذا اختار الكثير من المغاربة اليونان، للانطلاق نحو بلدان أحلامهم؟ وما المخاطر التي يعيشها المهاجر السري المغربي، الذي يعد واحدا من الأبناء المفضلين لمافيات الهجرة غير الشرعية؟
«اليونان هي النقطة السوداء بأوروبا»، كانت تلك أولى كلمات (جواد)، الذي التقيناه في أحد مقاهي مدينة الدار البيضاء، الذي رغم تحقيقه حلم حياته وهو الزواج بألمانية، والاستقرار بألمانيا، إلا أن التجربة المريرة التي عاشها في اليونان لاتزال عالقة بعقله رافضة الانسحاب.