انتخابات الرئاسة المصرية والإعلام
احتفى الإعلام المصري والعربي والعالمي بشكل واضح بانتخابات الرئاسة المصرية التي جرت الأسبوع الماضي، والتي تعد الاولى في التاريخ السياسي الحديث لمصر على أساس تعددي، إذ استحقت شهادة محلية وعربية ودولية بأنها كانت حرة ونزيهة، الى حد دفع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى وصف هذه الانتخابات بأنها حدث تاريخي.
وتعددت وجهات النظر في موقف الإعلام المصري وتغطيته حملات المرشحين، ولاحداث هذه الانتخابات، فمن قائل ان وسائل الاعلام الرسمية المملوكة للدولة كان من الطبيعي ان تروج لمرشحين محسوبين على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهما احمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي كان وزيرا للخارجية. وهناك من تحفظ بقوة على هذا الرأي، وقال ان ابتهاج الاعلام الرسمي بالانتخابات لم يقل عن ابتهاج وسائل الاعلام الخاصة التي وصفت حدث الانتخابات الرئاسية في حد ذاته بأنه عرس وطني لكل مصر. وذهب الصحافي البارز في صحيفة «الحياة» اللندنية، جهاد الخازن، الى القول إن دور الإعلام في الانتخابات الرئاسية ونتائجها لم يكن اساسياً، وإن مجرد قراءة جريدة أو سماع برنامج تلفزيوني لم يؤثر في الناخب المصري الذي ذهب إلى صندوق الانتخابات وهو يعرف مسبقاً لمن سيعطي صوته.
ولم يتردد الخازن في الإدلاء بشهادته لمصلحة هذه الانتخابات، فقال إنه على الرغم من بعض التجاوزات البسيطة، إلا أنها تمت في حيز من الحرية والحيادية غير مسبوق في تاريخ مصر.
وقال فريق من الاعلاميين إن دور الإعلام المصري كان حيادياً وقام بتغطية موضوعية في حيادية تامة، سواء من قبل الصحف أو المحطات التلفزيونية، وأوضح أن صوت الناخب المصري أصبح له قيمة.
ومن جانبها أشارت نادية التركي، الصحفية بجريدة «الشرق الأوسط»، إلى التغطية الإعلامية للحملات الانتخابية الرئاسية في مصر فقالت، إن المقارنة غير ممكنة بين ما كان يحدث في الماضي من حيث التغطية الإعلامية وما حدث بالفعل من قبل وسائل الإعلام في تغطية انتخابات الرئاسة المصرية، إذ كان دور الإعلام في السابق موجهاً ومؤيداً لمرشح واحد كان معروفاً دائماً للجميع.
ومن جانبه قال رئيس لجنة تقييم أداء وسائل الإعلام في تغطيتها لانتخابات الرئاسة المصرية، صفوت العالم، إن بعض الإعلاميين انحازوا لمرشحين بعينهم خلال الفترة التي سبقت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
وأضاف أن بعض وسائل الإعلام ارتكبت تجاوزات في تغطيتها الانتخابات، وان المناظرة الشهيرة بين المرشحين عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح، على الرغم من ايجابياتها، تحولت الى سلعة تجارية إعلانية، وان هناك عدداً من الإعلاميين والصحافيين لم يلتزموا بالمهنية، وساندوا مرشحين معينين وهاجموا آخرين، مثل إبراهيم عيسى الذي هاجم مرشح الإخوان محمد مرسي، وتوفيق عكاشة الذي هاجم مرشحين إسلاميين، في حين ساند أحمد شفيق، إضافة الى منى الشاذلي التي انحازت لمصلحة عبدالمنعم أبوالفتوح. بقي ان نقول ان هذه الامور لا ترقى الى درجة الاخطاء المهنية لانها تحدث في الدول المتقدمة ديمقراطياً بشكل طبيعي.