إنترفيو

غول: على الدول العربية ألا تخشى العلمانية

عبدالله غول. غيتي

يرى الرئيس التركي، عبدالله غول، أن على مصر والدول العربية أن تتبنى النظام العلماني مع احترام جميع المعتقدات الاخرى، وتحدث في حوار مع صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» عن دور روسيا المهم في انهاء اعمال العنف في سورية، وتحول ميزان القوى الاقتصادية في العالم الى بلدان أخرى، وفي ما يلي نص الحوار:

نظراً للنمو الاقتصادي المتواصل للقوى الناشئة في العالم، فإن الزعامة الأميركية للعالم ستتأثر حتماً بهذا التغيير، ما تعليقكم على ذلك؟

ما نراه اليوم هو عبارة عن دوائر تكمل بعضها بعضاً، فقبل قرنين من الزمان كانت الصين اكثر الاقتصادات اهمية في العالم، ثم جاءت الثورة الصناعية وتقدمت بريطانيا للأمام، وتبعتها الولايات المتحدة، والان يعود مركز الثقل الاقتصادي إلى مكانه الاول.

في حديث في القاهرة مطلع العام الجاري أخبر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان «الاخوان المسلمين» بألا يخشوا العلمانية التي اصبحت الاساس للنمو الاقتصادي السريع في تركيا، فهل يمكننا القول إن النظام التركي العلماني الذي يترأس حكومته إسلاميون هو النموذج الامثل لمصر والدول العربية الاخرى المتحررة في الوقت الذي تضع فيه هذه الدول دساتيرها؟

للآسف تتبنى الدول العربية والمغاربية التفسير الفرنسي للعلمانية، الذي يعني هنا محاربة الاسلام، لهذا علينا فهم هذه الحساسية، لكن إذا أخذنا التفسير الانجلو ـ ساكسوني للعلمانية، كما هي الحال في بريطانيا والولايات المتحدة، فإنه يعني فقط فصل الدين عن الدولة، وان تحتفظ الدولة بمسافة بينها وبين جميع الأديان، وان تحمي وتحترم جميع المعتقدات.

سعت تركيا إلى التوسط بين إيران والغرب في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، والآن يتم فرض عقوبات مشددة على إيران، ويعتقد مدير وكالة الطاقة الدولية ان إيران أصبحت أكثر استعداداً للتفتيش، فهل أنتم متفائلون؟

أولاً، دعني أقل إن الحل الوحيد لهذه المشكلة يأتي من خلال الوسائل الدبلوماسية، وليس العمل العسكري، الذي سيشعل منطقة منهكة أصلاً بسبب الحروب.

عندما خاطبت قمة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي انعقد أواخر الشهر الماضي في شيكاغو (أميركا) ذكرت بأن المجتمع الدولي لم يفعل ما فيه الكفاية لوقف المجازر في سورية، فما هو ذلك الأمر الذي لم يفعله المجتمع الدولي؟

منذ أن تم إعلان ما أطلقوا عليه «إعلان وقف النار في سورية»، قضى 1500 مدني هناك، ويموت عشرات المدنيين كل يوم، نحن نساند خطة (مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي أنان) المكونة من ست نقاط، لكن ينبغي أن يتم تطبيقها من جميع الجوانب، وهو ما لم يتم استيفاؤه حتى الآن.

هل هذا يحملنا مرة أخرى إلى بداية حديثنا عن انتقال ميزان القوى في العالم في الوقت الراهن، وهو أن روسيا والصين تؤثران في قرارات مجلس الأمن؟

نعم، روسيا تلعب دوراً محورياً، ولا يمكنها أن تقبل بما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان هناك وما تفعله الدبابات والمدفعية من قتل وتدمير، فينبغي أن تنخرط روسيا بشكل بناء في هذا الخصوص.

تويتر